وَعَنْ
أُمّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
يُوتِرُ بِسَبْعٍ وَبِخَمْسٍ لاَ يَفْصِلُ بَيْنَهُنَّ بِسَلاَمٍ وَلاَ كَلاَمٍ»([1]).
رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ .
وَعَنْ
عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
يُصَلِّي مِنْ اللَّيْلِ ثَلاَثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً ، يُوتِرُ مِنْ ذَلِكَ
بِخَمْسٍ، وَلاَ يَجْلِسُ فِي شَيْءٍ مِنْهُنَّ إلاَّ فِي آخِرِهِنَّ»([2]).
مُتَّفَق عَلَيْهِ .
******
فقوله: «بِخَمْسٍ، بِسَبْعٍ، بِتِسْعِ» معناه: أنه يسلم من
كل ركعتين، ويوتر بواحدة؛ جمعًا بين الأحاديث.
قوله رحمه الله: «وَعَنْ عَائِشَةَ
رضي الله عنها قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي مِنْ
اللَّيْلِ ثَلاَثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً»»، هذا أكثر الوتر، أكثره ثلاث عشرة
ركعة.
قوله رحمه الله: «يُوتِرُ مِنْ ذَلِكَ بِخَمْسٍ، وَلاَ يَجْلِسُ فِي شَيْءٍ مِنْهُنَّ إلاَّ فِي آخِرِهِنَّ»، هو ظاهره أنه يسردهن، ولكن إذا جمعنا بينه وبين الأحاديث الأخرى، فمعناه: أن يسلم من كل ركعتين، ويوتر بواحدة، هذا هو الذي يتمشى مع الأحاديث. وإن سردها، فيكون هذا في بعض الأحيان - كما سبق - في الثلاث، يكون بعض الأحيان، وأما الأكثر، فإنه يسلم من كل ركعتين، وهذا هو الأولى والأفضل، وأيضًا هذا أريح للإنسان؛ أنه يستريح بين كل ركعتين، يتناول شيئا،