×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثالث

وَعَنْ أُمّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُوتِرُ بِسَبْعٍ وَبِخَمْسٍ لاَ يَفْصِلُ بَيْنَهُنَّ بِسَلاَمٍ وَلاَ كَلاَمٍ»([1]). رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ .

وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي مِنْ اللَّيْلِ ثَلاَثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً ، يُوتِرُ مِنْ ذَلِكَ بِخَمْسٍ، وَلاَ يَجْلِسُ فِي شَيْءٍ مِنْهُنَّ إلاَّ فِي آخِرِهِنَّ»([2]). مُتَّفَق عَلَيْهِ .

******

 فقوله: «بِخَمْسٍ، بِسَبْعٍ، بِتِسْعِ» معناه: أنه يسلم من كل ركعتين، ويوتر بواحدة؛ جمعًا بين الأحاديث.

 قوله رحمه الله: «وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي مِنْ اللَّيْلِ ثَلاَثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً»»، هذا أكثر الوتر، أكثره ثلاث عشرة ركعة.

 قوله رحمه الله: «يُوتِرُ مِنْ ذَلِكَ بِخَمْسٍ، وَلاَ يَجْلِسُ فِي شَيْءٍ مِنْهُنَّ إلاَّ فِي آخِرِهِنَّ»، هو ظاهره أنه يسردهن، ولكن إذا جمعنا بينه وبين الأحاديث الأخرى، فمعناه: أن يسلم من كل ركعتين، ويوتر بواحدة، هذا هو الذي يتمشى مع الأحاديث. وإن سردها، فيكون هذا في بعض الأحيان - كما سبق - في الثلاث، يكون بعض الأحيان، وأما الأكثر، فإنه يسلم من كل ركعتين، وهذا هو الأولى والأفضل، وأيضًا هذا أريح للإنسان؛ أنه يستريح بين كل ركعتين، يتناول شيئا،


الشرح

([1]) أخرجه: أحمد (26486)، والنسائي (1714)، وابن ماجه (1192).

([2]) أخرجه: أحمد (43/ 99)، والبخاري (1140)، ومسلم (737) .