×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثالث

وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ هِشَامٍ أَنَّهُ قَالَ لِعَائِشَةَ رضي الله عنها: «أَنْبِئِينِي عَنْ وِتْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم . فَقَالَتْ: كُنَّا نُعِدُّ لَهُ سِوَاكَهُ وَطَهُورَهُ، فَيَبْعَثَهُ اللَّهُ مَتَى شَاءَ أَنْ يَبْعَثَهُ مِنْ اللَّيْلِ ،

******

يتكلم، له حاجة، هذا أريح، كما أنه السنة الراجحة، فهو - أيضًا - أريح للمصلي.

 قوله رحمه الله: «وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ هِشَامٍ أَنَّهُ قَالَ لِعَائِشَةَ رضي الله عنها: «أَنْبِئِينِي عَنْ وِتْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم »»، «أَنْبِئِينِي»، يعني: أخبريني.

 «فَيَبْعَثَهُ اللَّهُ مَتَى شَاءَ أَنْ يَبْعَثَهُ مِنْ اللَّيْلِ»، يعني: يقوم متى شاء الله أن يوقظه الله لصلاة الليل، هذا يدل على أنه ينام ويصلي، وليس يقوم الليل كله.

وفي سورة المزمل أنه صلى الله عليه وسلم قام حتى تفطرت قدماه من طول القيام، ثم إن الله سهل عليه: ﴿قُمِ ٱلَّيۡلَ إِلَّا قَلِيلٗا ٢ نِّصۡفَهُۥٓ أَوِ ٱنقُصۡ مِنۡهُ قَلِيلًا ٣ أَوۡ زِدۡ عَلَيۡهِ وَرَتِّلِ ٱلۡقُرۡءَانَ تَرۡتِيلًا[المزمل: 2- 4]، هذا في أول الأمر، حتى تفطرت قدماه صلى الله عليه وسلم، ثم في آخر السورة خفف الله عنه وعن الأمة؛ ﴿فَٱقۡرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنَ ٱلۡقُرۡءَانِۚ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرۡضَىٰ وَءَاخَرُونَ يَضۡرِبُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ يَبۡتَغُونَ مِن فَضۡلِ ٱللَّهِ يعني: للتجارة، ﴿وَءَاخَرُونَ يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۖ فَٱقۡرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنۡهُۚ [المزمل: 20]، هذا تخفيف من الله على الرسول صلى الله عليه وسلم على أمته أنه يصلي من الليل ما تيسر، ويختمه بالوتر، ولا يطيل على نفسه الإطالة الشاقة.

«فَيَبْعَثَهُ اللَّهُ مَتَى شَاءَ أَنْ يَبْعَثَهُ مِنْ اللَّيْلِ»، هذا دليل على أنه ينام صلى الله عليه وسلم.


الشرح