فَيَتَسَوَّكُ وَيَتَوَضَّأُ، وَيُصَلِّي تِسْعَ رَكَعَاتٍ
لاَ يَجْلِسُ فِيهَا إلاَّ فِي الثَّامِنَةِ، فَيَذْكُرُ اللَّهَ وَيَحْمَدُهُ
وَيَدْعُوهُ، ثُمَّ يَنْهَضُ وَلاَ يُسَلِّمُ، ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي
التَّاسِعَةَ، ثُمَّ يَقْعُدُ فَيَذْكُرُ اللَّهَ وَيَحْمَدُهُ وَيَدْعُوهُ، ثُمَّ
يُسَلِّمُ تَسْلِيمًا يُسْمِعُنَا، ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ بَعْدَمَا
يُسَلِّمُ وَهُوَ قَاعِدٌ، فَتِلْكَ إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً يَا بُنَيّ،
******
«فَيَتَسَوَّكُ»، هذا فيه: أنه يستحب
لمن قام من نوم الليل أن يبادر بالسواك، أول شيء يستاك؛ ليذهب رائحة الفم وما تلبد
على اللثة من المخلفات، ثم يتبع ذلك بالمضمضة، فيكون هذا أبلغ في تنظيف الفم،
يعني: يجمع بين السواك والمضمضة، هذا غاية التنظيف للفم؛ لأجل أن يستقبل الصلاة
بفم طاهر، يستقبل قراءة القرآن بفم طاهر، ويستقبل حضور الملكين؛ لأن الملائكة تأتي
عند المصلي، تحضر عند المصلى، وهي تتأذى مما يتأذى منه الإنسان، إذا كان هناك
رائحة كريهة في فمه، فإن الملائكة تكره ذلك، يطيب فمه بالسواك وبالمضمضة؛ من أجل
أن يستقبل صلاة الليل بفم طاهر للقرآن وللملائكة.
«يُصَلِّي تِسْعَ رَكَعَاتٍ لاَ يَجْلِسُ فِيهَا إلاَّ فِي الثَّامِنَةِ، فَيَذْكُرُ اللَّهَ وَيَحْمَدُهُ وَيَدْعُوهُ، ثُمَّ يَنْهَضُ وَلاَ يُسَلِّمُ، ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي التَّاسِعَةَ، ثُمَّ يَقْعُدُ فَيَذْكُرُ اللَّهَ وَيَحْمَدُهُ وَيَدْعُوهُ، ثُمَّ يُسَلِّمُ تَسْلِيمًا يُسْمِعُنَا، ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ بَعْدَمَا يُسَلِّمُ وَهُوَ قَاعِدٌ، فَتِلْكَ إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً يَا بُنَيّ»، يا بني؛ لأنها أم المؤمنين رضي الله عنها، فكل المؤمنين أبناء لها من ناحية الإجلال والاحترام والتوقير لنساء النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنهن أمهات المؤمنين، فيتبع ذكرها بالإجلال والتوقير والاحترام والترضي.