×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثالث

فَلَمَّا أَسَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَخَذَهُ اللَّحْمُ أَوْتَرَ بِسَبْعٍ، وَصَنَعَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ مِثْلَ صَنِيعِهِ الأَْوَّلِ، فَتِلْكَ تِسْعٌ يَا بُنَيَّ ، وَكَانَ رَسُولَ اللَّهِ إذَا صَلَّى صَلاَةً أَحَبَّ أَنْ يُدَاوِمَ عَلَيْهَا ،

******

 «فَلَمَّا أَسَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَخَذَهُ اللَّحْمُ أَوْتَرَ بِسَبْعٍ، وَصَنَعَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ مِثْلَ صَنِيعِهِ الأَْوَّلِ، فَتِلْكَ تِسْعٌ يَا بُنَيَّ»، أنه يوم أن كان نشيطًا وهو يكثر الركعات من الليل، فلما ثقل، وأدركه الكبر، صار يوتر بسبع، بدل التسع يوتر بسبع.

وكونه صلى الله عليه وسلم يصلي بعد الوتر ركعتين وهو جالس، فهذه سنة خارج الوتر؛ مثلا أن الإنسان يصلي بعد المغرب، أليس المغرب وترا؟ !

المغرب وتر، ومع هذا يصلي بعده ركعتين، فلا مانع من أنَّ من أوتر أنه يصلي بعد الوتر، ليس هناك مانع.

 «وَكَانَ رَسُولَ اللَّهِ إذَا صَلَّى صَلاَةً أَحَبَّ أَنْ يُدَاوِمَ عَلَيْهَا»، هذه من عادته صلى الله عليه وسلم أنه إذا عمل عملاً، أثبته، واستمر عليه، حتى إنه لما انشغل عن الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان، اعتكفها في شوال([1])، وإذا انشغل عن راتبة الظهر البعدية، فإنه يقضيها بعد العصر؛ كما مرَّ، فهو صلى الله عليه وسلم لا يترك العمل الذي فعله، بل يداوم عليه، وهكذا ينبغي للمسلم أن يداوم على عمله، ولا يقطعه، أو يتركه ويتكاسل عنه، المداومة على الخير؛ «أَحَبَّ الْعَمَلِ إِلَى اللهِ أَدْوَمُهُ وَإِنْ قَلَّ»([2]).

أنت تداوم عليه ولو هو قليل فيه بركة، إذا كان كثير، اجتمعت كثرة العمل والمداومة، هذه زيادة خير أيضًا.


الشرح

([1]) كما جاء في الحديث الذي أخرجه: البخاري (2045)، ومسلم (1172).

([2]) أخرجه: مسلم (2818).