وَكَانَ
إذَا غَلَبَهُ نَوْمٌ أَوْ وَجَعٌ عَنْ قِيَامِ اللَّيْلِ، صَلَّى مِنْ النَّهَارِ
ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً ،
******
لكن كونك تترك العمل
نهائيًّا، وتغفل، هذا لا يليق بالمسلم، يكون المسلم مداومًا على الخير، ولا يترك
العمل الذي اعتاده من الخير، يقطع الثواب عن نفسه.
وبتقليل العمل وتخفيف
العمل تسهل المداومة، أما إذا شق على نفسه بكثرة القيام وكثرة الصيام، فإنه حريٌ
أن يترك العمل؛ كما شبه النبي صلى الله عليه وسلم هذا بـ«الْمُنْبَتَّ لاَ
أَرْضًا قَطَعَ، وَلاَ ظَهْرًا أَبْقَى»([1])، فالذي يشدد على
نفسه، ينقطع، النفس كالراحلة، إذا شددت، انقطعت، وإذا سهلت عليها، فإنها تستمر،
فالعمل يكون متوسطًا، ليس بالشديد ولا بالقليل، يعني المتوسط، وإلا القليل، لو كان
قليلاً، وداومت عليه، فيه خير كثير، المهم أنك لا تترك عمل الخير.
«وَكَانَ نَبِيَّ
اللَّهِ إذَا صَلَّى صَلاَةً أَحَبَّ أَنْ يُدَاوِمَ عَلَيْهَا»، الفريضة لا شك هذه
أن لا أحد يتساهل عنها، إلا من ليس عنده إيمان، لكن صلاة النافلة يداوم المسلم
عليها، ولا يتركها، خصوصًا قيام الليل، يكون له حظ من قيام الليل، ولو قلَّ.
«وَكَانَ إذَا غَلَبَهُ نَوْمٌ أَوْ وَجَعٌ عَنْ قِيَامِ اللَّيْلِ، صَلَّى مِنْ النَّهَارِ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً»، هذا من مداومته، إذا فاته قيام الليل، ولم يستيقظ، فإنه يصليه في النهار، يقضيه في النهار، ويشفعه، إذا كان يوتر بثلاث، يجعل لها أربع بتسليمتين، إذا كان يوتر بأكثر من ذلك، فيسلم من كل
([1]) أخرجه: ابن المبارك في الزهد والرقائق (1/ 415)، وابن الأعرابي في معجمه (3/ 899).