×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثالث

وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ وَابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهم أَنَّهُمَا سَمِعَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «الْوِتْرُ رَكْعَةٌ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ»([1]). رَوَاهُ أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ .

وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي مَا بَيْنَ أَنْ يَفْرُغَ مِنْ صَلاَةِ الْعِشَاءِ إلَى الْفَجْرِ إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً يُسَلِّمُ بَيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ، وَيُوتِرُ بِوَاحِدَةٍ ،

******

  قوله رحمه الله: «وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ وَابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهم أَنَّهُمَا سَمِعَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «الْوِتْرُ رَكْعَةٌ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ»»، هذا هو الوتر، وما قبله فهو تهجد، قلَّ أو كثر، تهجد، مثنى مثنى.

فإذا منَّ الله عليك، وقمت من آخر الليل مبكرا، فصل مثنى مثنى، وإذا أردت أن توتر، فأوتر بواحدة.

قوله رحمه الله: «وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي مَا بَيْنَ أَنْ يَفْرُغَ مِنْ صَلاَةِ الْعِشَاءِ إلَى الْفَجْرِ إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً يُسَلِّمُ بَيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ، وَيُوتِرُ بِوَاحِدَةٍ»»، واضح، كل الروايات تضافرت على أنه يسلم من كل ركعتين، ولا يسردها كلها، واضح جدًّا، إلا من لا يفهم، الذي لا يفهم لا تستطيع أن تحاول معه، لكن الذي يفهم الأحاديث مفصلة لهذا، يسلم من كل ركعتين، ثم يوتر بواحدة.

ودل هذا الحديث: على أن وقت الوتر موسع؛ من حين يصلي العشاء إلى أن يطلع الفجر، كل هذا وقت للوتر، فبأي ساعة استيقظت، توتر، من أول الليل، من وسط الليل، من آخر الليل، وآخر الليل أفضل.


الشرح

([1]) أخرجه: مسلم (753)، وأحمد( 9/ 133).