فَإِذَا
سَكَبَ الْمُؤَذِّنُ مِنْ صَلاَةِ الْفَجْرِ
******
قوله رحمه الله: «وَعَنْ عَائِشَةَ
رضي الله عنها قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي مَا
بَيْنَ أَنْ يَفْرُغَ مِنْ صَلاَةِ الْعِشَاءِ إلَى الْفَجْرِ»»، يعني: أن هذا
وقت لصلاته، ليس معناه أنه من صلاة العشاء إلى أن يطلع الفجر، وهو يصلى، لم يكن
يفعل هذا صلى الله عليه وسلم، لكنه في هذه الفترة يكون تهجده، ويكون وتره من أول
الليل، من وسطه، من آخره؛ ولهذا في الحديث الآخر: «مَنْ كُلِّ اللَّيْلِ
أَوْتَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَوَّلِهِ وَأَوْسَطِهِ
وَانْتَهَى وِتْرُهُ إِلَى السَّحَرِ»([1]).
«إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً يُسَلِّمُ بَيْنَ
كُلِّ رَكْعَتَيْنِ، وَيُوتِرُ بِوَاحِدَةٍ»، واضح جدًّا، ليس معناه يسرد
الثلاث، والخمس، والسبع، والتسع، والإحدى عشرة، لم يكن يسردها صلى الله عليه وسلم،
بل كان يصليها مثنى مثنى، ويوتر بواحدة، هذه هي السنة الواضحة الجلية، في التراويح
وفي غيرها.
«إِذَا سَكَبَ الْمُؤَذِّنُ مِنْ صَلاَةِ
الْفَجْرِ»، «سَكَبَ» يروى بالباء، وروي بالتاء، يعني: سكت، وهذا هو
الظاهر، وأما «سَكَبَ» بالباء، فيفسر بسكت، معناه: سكت، وقيل: معناه: أسرع
في الأذان؟.
«فَإِذَا سَكَبَ الْمُؤَذِّنُ مِنْ صَلاَةِ الْفَجْرِ وَتَبَيَّنَ لَهُ الْفَجْرُ وَجَاءَهُ الْمُؤَذِّنُ قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ»، ركع راتبة الفجر، إذا طلع الفجر، صلى راتبة الفجر، وهما آكد الرواتب، فما كان النبي صلى الله عليه وسلم يدع راتبة الفجر لا حضرًا ولا سفرًا، فهما آكد الرواتب.
([1]) أخرجه: البخاري (996)، ومسلم (745).