×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثالث

وَتَبَيَّنَ لَهُ الْفَجْرُ وَجَاءَهُ الْمُؤَذِّنُ قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ ، ثُمَّ اضْطَجَعَ عَلَى شِقِّهِ الأْيْمَنِ

******

ويخففهما - أيضًا -، ليس يجعلهما مثل التهجد؛ يطيل القيام والركوع والسجود فيهما، لا، بل كان يخففهما، حتى تقول عائشة رضي الله عنها: «هَلْ قَرَأَ فِيهِمَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ؟»([1])، من تخفيفه إياها، بعض الناس لا ينتبه لهذا؛ يطيل راتبة الفجر، وهذا خلاف السنة، السنة تخفيف ركعتي الفجر.

 «وَتَبَيَّنَ لَهُ الْفَجْرُ وَجَاءَهُ الْمُؤَذِّنُ قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ»؛ لأنه صلى الله عليه وسلم كان يصلي في بيته، يتهجد في بيته، ويوتر في بيته، ويأتيه بلال المؤذن يعلمه بطلوع الفجر، يخبره بطلوع الفجر، ثم يأتيه ثانية، فيخبره بالإقامة.

 «قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، ثُمَّ اضْطَجَعَ عَلَى شِقِّهِ الأَْيْمَنِ»، هذه سنة، إذا كان يقوم من الليل يتهجد، فإنه بعدما يؤدي الوتر يضطجع على جنبه الأيمن صلى الله عليه وسلم، وهذه سنة، أما من لم يقم الليل، فلا مشروعية للاضطجاع، بعض المتعالمين يضطجع حتى في المسجد، هذا ليس له أصل، الأصل أنه يضطجع في بيته، وكان بعد قيام الليل يأخذ راحته، أما إنسان لم يقم من الليل، كيف يضطجع ؟ ! ما الفائدة من الاضطجاع ؟ !! ليس له حاجة.

الاضطجاع ليس سنة مفردة، إنما هو سنة تابعة لقيام الليل، انتبهوا لهذا؛ لأن بعض الناس لا يفهم الأحاديث، ولا يفهم السنة.


الشرح

([1]) أخرجه: غريب الحديث للخطابي (1/ 167)، وشرح صحيح البخاري لابن بطال (2/ 253- 254)، وعمدة القاري شرح صحيح البخاري (5/ 140).