×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثالث

حَتَّى يَأْتِيَهُ الْمُؤَذِّنُ لِلإْقَامَةِ»([1]). رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ إلاَّ التِّرْمِذِيَّ .

وَعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقْرَأُ فِي الْوِتْرِ بِـ ﴿سَبِّحِ ٱسۡمَ رَبِّكَ ٱلۡأَعۡلَى ،  وَفِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ بِـ ﴿قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡكَٰفِرُونَ، وَفِي الثَّالِثَةِ بِـ ﴿قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ ، وَلاَ يُسَلِّمُ إلاَّ فِي آخِرِهِنَّ»([2]). رَوَاهُ النَّسَائِيّ .

******

 «ثُمَّ اضْطَجَعَ عَلَى شِقِّهِ الأَْيْمَنِ حَتَّى يَأْتِيَهُ الْمُؤَذِّنُ لِلإِْقَامَةِ»، صار المؤذن يأتيه مرتين:

مرة يؤذنه بطلوع الفجر، ثم يصلي الركعتين.

مرة يؤذنه بحضور الصلاة والإقامة، فيقيم الصلاة، ويخرج صلى الله عليه وسلم، ويصلي بأصحابه.

 هذا فيه: أنه صلى الله عليه وسلم يوتر بثلاث بعد التهجد؛ يقرأ في الأولى: ﴿سَبِّحِ ٱسۡمَ رَبِّكَ ٱلۡأَعۡلَى، إلى آخرها، ويقرأ في الثانية: ﴿قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡكَٰفِرُونَ، هذا يسمى الشفع، ويقرأ في الثالثة - وهي الوتر -: ﴿قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ، هذه هي السنة، وإن قرأ غير هذه السور، فلا بأس، لكن هذه هي السنة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعلها، هذا في بيان ما يُقرأ في الشفع والوتر.

وهناك مسألة ثانية، وهي: أنه يسرد الثلاث بدون تسليم، ولا يجلس بينها، نهى عن الجلوس بينها؛ لأنها تشبه صلاة المغرب؛ وقال صلى الله عليه وسلم: «وَلاَ تَشَبَّهُوا بِصَلاَةِ الْمَغْرِبِ»([3]).


الشرح

([1]) أخرجه: وأحمد (41/ 8)، البخاري (994)، ومسلم (736)،  وأبو داود (1336)، والنسائي (685)، وابن ماجه (1358)..

([2]) أخرجه: النسائي (1701).

([3]) أخرجه: ابن حبان في صحيحه (6/ 185)، والدارقطني (2/ 344- 345)، والحاكم في المستدرك (1/ 446)، والبيهقي في الكبرى (3/ 46)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه