وَفِي
رِوَايَةٍ: قَالَتْ: «كَانَ النَّاسُ يُصَلُّونَ فِي الْمَسْجِدِ فِي رَمَضَانَ
بِاللَّيْلِ أَوْزَاعًا، يَكُونُ مَعَ الرَّجُلِ الشَّيْءُ مِنْ الْقُرْآنِ،
فَيَكُونُ مَعَهُ النَّفَر الْخَمْسَةُ أَوْ السَّبْعَةُ أَوْ أَقَلُّ مِنْ ذَلِكَ
أَوْ أَكْثَرُ يُصَلُّونَ بِصَلاَتِهِ، قَالَتْ: فَأَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم أَنْ أَنْصِبَ لَهُ حَصِيرًا عَلَى باب حُجْرَتِي فَفَعَلْتُ،
فَخَرَجَ إلَيْهِ بَعْدَ أَنْ صَلَّى عِشَاءَ الآْخِرَةَ، فَاجْتَمَعَ إلَيْهِ
مَنْ فِي الْمَسْجِدِ فَصَلَّى بِهِمْ، وَذُكِرَتْ الْقِصَّةُ بِمَعْنَى مَا
تَقَدَّمَ غَيْرَ أَنَّ فِيهَا: أَنَّهُ لَمْ يَخْرُجْ إلَيْهِمْ فِي اللَّيْلَةِ
الثَّانِيَةِ»([1]).
رَوَاهُ أَحْمَدُ.
وَعَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِي
قَالَ: «خَرَجْت مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي رَمَضَانَ إلَى
الْمَسْجِدِ، فَإِذَا النَّاسُ أَوْزَاعٌ مُتَفَرِّقُونَ يُصَلِّي الرَّجُلُ
لِنَفْسِهِ، وَيُصَلِّي الرَّجُلُ فَيُصَلِّي بِصَلاَتِهِ الرَّهْطُ ،
******
وفي هذا أن الإمام إذا تأخر
لعذر؛ أنه يطيب خواطر الجماعة، فيبين لهم عذره؛ لتطيب خواطرهم، ولا يكون في أنفسهم
شيءٌ عليه.
فدل هذا: على أن
صلاة التراويح غير واجبة وغير فرض، وأنها تصلى في المسجد، وأنها تصلي جماعة خلف
إمام واحد.
قوله رحمه الله: «وَعَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِي»، القاري: نسبة للقارة، ليس القاري، يعني:
قارئ القرآن، نسبة إلى بلد تسمى القارة.
«خَرَجْت مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي رَمَضَانَ إلَى الْمَسْجِدِ، فَإِذَا النَّاسُ أَوْزَاعٌ مُتَفَرِّقُونَ يُصَلِّي الرَّجُلُ لِنَفْسِهِ، وَيُصَلِّي الرَّجُلُ فَيُصَلِّي
([1])أخرجه: أحمد (26307).