فَقَالَ عُمَرُ: إنِّي أَرَى لَوْ
جَمَعْتُ هَؤُلاَءِ عَلَى قَارِئٍ وَاحِدٍ لَكَانَ أَمْثَلَ ، ثُمَّ عَزَمَ
فَجَمَعَهُمْ عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ،
******
بِصَلاَتِهِ الرَّهْطُ»، استمروا بعد وفاة
الرسول صلى الله عليه وسلم؛ يصلونها متفرقين في خلافة أبي بكر رضي الله عنه، وفي
أول خلافة عمر رضي الله عنه، يصلونها أوزاعًا متفرقين وجماعات في المسجد.
«فَقَالَ عُمَرُ: إنِّي أَرَى لَوْ جَمَعْتُ
هَؤُلاَءِ عَلَى قَارِئٍ وَاحِدٍ لَكَانَ أَمْثَلَ»، لو جمعتهم، لو جمعت هؤلاء
بدل كونهم متفرقين - جماعات خلف إمام واحد؛ كما كان في الليالي التي صلاها الرسول
صلى الله عليه وسلم بأصحابه، لكان هذا أوفق.
فهذا إحياء للسنة
التي فعلها الرسول صلى الله عليه وسلم، وتركها؛ خوفًا من الفرضية، تركها لعذر، فعمر
رضي الله عنه أحيا السنة التي كانت على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأن
المحظور قد انتهى، وهو خشية الفرضية؛ لأنه لا فرضية بعد موت رسول الله صلى الله
عليه وسلم، وهذا دليل على أنه بعد وفاة الرسول لا يُشرع شيء من الأحكام، ولا أحد
يقول: هذا مستحب، وهذا فيه خير، ويحدث البدع، لا يجوز هذا.
الفرضية والتشريع
هذا خاص بالرسول صلى الله عليه وسلم، ونحن لا نعمل شيئًا إلا بدليل من كتاب الله أو
من سنة رسوله، ولا نعمل شيئًا باستحسانات وتقليد لمن فعل هذا غير الرسول صلى الله
عليه وسلم، هذا من البدع.
«ثُمَّ عَزَمَ فَجَمَعَهُمْ عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ»، في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم ينكر عليه أحد في محضر من المهاجرين والأنصار رضي الله عنهم.