×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثالث

ثُمَّ خَرَجْت مَعَهُ لَيْلَةً أُخْرَى وَالنَّاسُ يُصَلُّونَ بِصَلاَةِ قَارِئِهِمْ، فَقَالَ عُمَرُ: نِعْمَتْ الْبِدْعَةُ هَذِهِ ، وَاَلَّتِي يَنَامُونَ عَنْهَا أَفْضَلُ مِنْ الَّتِي يَقُومُونَ، يَعْنِي آخِرَ اللَّيْلِ، وَكَانَ النَّاسُ يَقُومُونَ أَوَّلَهُ»([1]). رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ .

******

 «ثُمَّ خَرَجْت مَعَهُ لَيْلَةً أُخْرَى وَالنَّاسُ يُصَلُّونَ بِصَلاَةِ قَارِئِهِمْ، فَقَالَ عُمَرُ: نِعْمَتْ الْبِدْعَةُ هَذِهِ»، «نِعْمَتْ الْبِدْعَةُ»، هل البدع يقال لها: «نِعْمَ» ؟ لا، البدع في الدين ليست نعم؛ «كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ»([2])، لكن المراد بالبدعة هنا: البدعة اللغوية، وليست البدعة الشرعية.

البدعة اللغوية: هي حصول شيء لم يسبق له مثيل، تقول هذا الشيء بديع، يعني: هذا شيء لم يسبق مثله، بديع لغة؛ ﴿بَدِيعُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ [البقرة: 117]، يعني: موجدها من غير مثال سابق، الله بديع، ﴿بَدِيعُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ، يعني: أبدعها وفطرها سبحانه من غير مثال سابق.

فالبدعة في اللغة معناها: الشيء الذي لم يسبق له مثيل.

أما البدعة في الشرع: فهي إحداث عبادة لا دليل عليها في الكتاب والسنة، وهي ضلالة وشر.

فعمر رضي الله عنه يقصد البدعة اللغوية، ولا يقصد البدعة الشرعية؛ لأن صلاة التراويح ليست بدعة، فعلها الرسول صلى الله عليه وسلم، صلاها بأصحابه، الصحابة رضي الله عنهم صلوها جماعات وأوزاعًا، فهي ليست بدعة، بل هي سنة.

 «وَاَلَّتِي يَنَامُونَ عَنْهَا»، يعني: صلاة آخر الليل أفضل من صلاة أول الليل.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري (2010).

([2])أخرجه: أحمد (17144)، وأبو داود (4607)، وابن ماجه (42).