×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثالث

وَلِمَالِكٍ فِي الْمُوَطَّأ عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانٍ قَالَ: «كَانَ النَّاسُ فِي زَمَنِ عُمَرَ يَقُومُونَ فِي رَمَضَانَ بِثَلاَثٍ وَعِشْرِينَ رَكْعَةً»([1]) .

******

 قوله رحمه الله: «وَلِمَالِكٍ فِي الْمُوَطَّأ عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانٍ قَالَ: «كَانَ النَّاسُ فِي زَمَنِ عُمَرَ يَقُومُونَ فِي رَمَضَانَ بِثَلاَثٍ وَعِشْرِينَ رَكْعَةً»»، هذا مثلما ذكرنا أن الصحابة رضي الله عنهم أو أن عمر رضي الله عنه لما جمعهم على إمام واحد، فالمشروع في حق الإمام أن يراعي أحوال المأمومين، ولا يثقل عليهم، فكانوا يزيدون في العدد، ويخففون الصفة.

وأما من كان يطيل الصلاة - كالذي يصلي وحده، أو يصلى بأناس يرغبون تطويل الصلاة -، فإنه يطيل الصلاة، يطيل الصلاة إذا صلى منفردًا، وصلى بأناس يرغبون التطويل، وأما إذا أمَّ ناسًا لا يدري عن رغبتهم، فإنه يخفف بهم، فيزيدون في العدد، ويخففون الصلاة تخفيفًا لا يخل بها، تخفيف مع إتمام، هذا هو المشروع.

«يَقُومُونَ فِي رَمَضَانَ بِثَلاَثٍ وَعِشْرِينَ رَكْعَةً»، دل على أنه لا حد لصلاة التراويح.

يقال: لا يزاد على هذا، لا، صلاة التراويح لم يحدد فيها عدد معين، الرسول صلى الله عليه وسلم رغَّب في قيام رمضان؛ «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ»، ولم يقل بعشر ركعات أو إحدى عشرة ركعة، «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا»([2]).


الشرح

([1])أخرجه: مالك 1/ 115).

([2])أخرجه: البخاري (37)، ومسلم (759).