وَعَنْ
جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ: صُمْنَا مَعَ
رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يُصَلِّ بِنَا حَتَّى بَقِيَ سَبْعٌ
مِنْ الشَّهْرِ، فَقَامَ بِنَا حَتَّى
ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ ، ثُمَّ لَمْ يَقُمْ بِنَا فِي الثَّالِثَةِ، وَقَامَ
بِنَا فِي الْخَامِسَةِ، حَتَّى ذَهَبَ شَطْرُ اللَّيْلِ ،
******
فهذا فيه: أن صلاة التراويح تصلي جماعة،
وهذا من خصائص صلاة التراويح؛ أنها تصلي جماعة، وأنها تصلى في المسجد، الرسول صلى
الله عليه وسلم صلاها جماعة، وصلاها في المسجد، فصلاة التراويح تصلى جماعة، وتصلى
في المساجد، هذه سنة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأنها شعيرة ظاهرة من شعائر
الإسلام، فتظهر في المساجد، وأما بقية النوافل وصلاة الليل، فإنها تكون في البيوت
- كما هو معلوم.
وفيه: أنه صلى في الليلة الأولى حتى ذهب
ثلث الليل. يعني: أطال الصلاة.
في الليلة الثانية: حتى ذهب شطر الليل،
يعني: نصف الليل.
في الليلة الثالثة: أنه صلى حتى إنهم
خشوا أن يفوتهم السحور، فهذا فيه دليل على إطالة صلاة التراويح.
ولما طلبوا منه صلى الله عليه وسلم في الليلة الثانية أن يستمر يصلي بهم، وأن ينفلهم، يعني: يزيدهم؛ هم يرغبون الخير، هم ليسوا كسالى مثلنا، يرغبون الخير، طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يزيدهم من صلاة الليالي - صلاة التراويح.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد