×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثالث

وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم: «يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلاَمَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنْ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ ، وَيُجْزِي مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنْ الضُّحَى»([1]). رَوَاهُ أَحْمَدُ مُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُد .

******

 في هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن في الإنسان مفاصل، السلامي يعني: المفاصل التي في الجسم، الجسم فيه ثلاثمائة وستون مفصلاً، كل مفصل يحتاج إلى صدقة، فيستحب أن يتصدق بثلاثمائة وستين صدقة.

 ثم إن الله يسر الأمر، فقال صلى الله عليه وسلم: «فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ»، الله يسر الأمر للعباد.

 «وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنْ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ»، يسر الله الأمر على العباد، وأعظم من هذا التيسير أنه يصلي ركعتين من الضحى، فتجزئ عن ثلاثمائة وستين صدقة، فهو يعوض عن هذه الصدقات بشيء لا أحد يعجز عنه، التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،

 «وَيُجْزِي مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنْ الضُّحَى» أو بركعتين من الضحى، فهذا فيه فضل صلاة الضحى، وأن أقلها: ركعتان.


الشرح

([1])أخرجه: أحمد (35/ 377)، ومسلم (720)، و وأبو داود (1286).