×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثالث

وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «فِي الإْنْسَانِ سِتُّونَ وَثَلاَثُمِائَةِ مَفْصِلٍ ، فَعَلَيْهِ أَنْ يَتَصَدَّقَ عَنْ كُلِّ مَفْصِلٍ مِنْهَا صَدَقَةً». قَالُوا: فَمَنْ الَّذِي يُطِيقُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟  قَالَ: «النُّخَامَةُ فِي الْمَسْجِدِ يَدْفِنُهَا ، أَوْ الشَّيْءُ يُنَحِّيهِ عَنْ الطَّرِيقِ.

******

 قوله رحمه الله: «وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «فِي الإِْنْسَانِ سِتُّونَ وَثَلاَثُمِائَةِ مَفْصِلٍ»»، هذا يفسر الحديث الذي قبله؛ أن الإنسان فيه ثلاثمائة وستون سلامى - يعني: ثلاثمائة وستون مفصلاً -، وهذا من نعم الله عليه، هذه المفاصل تسهل عليه الحركة والقيام والقعود والنوم والمشي، لو تصلب الإنسان، لم يستطع أن يتحرك، فهذه المفاصل جعلها الله تيسيًرا على العبد في حركاته، فهذه نعمة عظيمة توجب الشكر لله عز وجل، الشكر لله أن يتصدق عنها، أو أن يصلي عنها ركعتين من الضحى.

 «قَالُوا: فَمَنْ الَّذِي يُطِيقُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟»، من الذي يطيق ثلاثمائة وستين صدقة في اليوم الواحد؟ يسر الله ذلك.

 «قَالَ: «النُّخَامَةُ فِي الْمَسْجِدِ يَدْفِنُهَا»»، كذلك الحسنات من غير ما ذُكِر، النخامة في المسجد، يعني: إماطة الأذى عن المسجد أو عن الطريق هذا صدقة.

 «أَوْ الشَّيْءُ يُنَحِّيهِ عَنْ الطَّرِيقِ»، إماطة الأذى عن المسجد أو عن الطريق، فهذا صدقة، وإماطة الأذى عن الطريق من خصال الإيمان - كما سبق -، فإماطة الأذى عن الطريق فيها فضلٌ عظيم، والأذى يعم


الشرح