×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثالث

وَعَنْ نُعَيْمِ بْنِ هَمَّارٍ رضي الله عنه  عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «قَالَ رَبُّكُمْ عز وجل : يَا بْنَ آدَمَ صَلِّ لِي

******

والقول الواضح في هذا: أن الليل الشرعي الذي يتعلق به الصيام وصلاة الفجر أنه من طلوع الفجر، وأما الليل الذي هو الليل الفلكي، فهذا يبدأ من طلوع الشمس، الليل عند الفلكيين يبدأ من طلوع الشمس، وأما في الشرع، فيبدأ في الفجر، تتعلق به الأحكام.

قوله رحمه الله: «عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «قَالَ رَبُّكُمْ عز وجل: يَا بْنَ آدَمَ صَلِّ لِي أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ أَكْفِكَ آخِرَهُ»»، «أَكْفِكَ آخِرَهُ»: يكف ما تحذر من آخر النهار، فهما وقاية، هذه أربع ركعات تكون وقاية للعبد مما يحذر في آخر النهار، وفي الحديث: أن من صلى الفجر فهو في ذمة الله حتى يمسي([1]).

 قوله رحمه الله: «وَعَنْ نُعَيْمِ بْنِ هَمَّارٍ رضي الله عنه »، نعيم بن همار، اختلف في همار هذا: هل هو همار أو هو خمار، أو هو حمار، أو هو غير ذلك؟ والمشهور أنه همار بالهاء.

 قوله رحمه الله: «وَعَنْ نُعَيْمِ بْنِ هَمَّارٍ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «قَالَ رَبُّكُمْ عز وجل: يَا بْنَ آدَمَ صَلِّ لِي أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ أَكْفِكَ آخِرَهُ»»، «قَالَ رَبُّكُمْ»: هذا فيه إثبات كلام الله عز وجل؛ أنه يقول، ويتكلم، ويأمر، وينهى.

 قوله رحمه الله: ««صَلِّ لِي»»: هذا فيه الإخلاص لله عز وجل، وأن المسلم يخلص لله عز وجل، وفيه دليل على أن العمل إذا كان


الشرح

([1])كما جاء في الحديث الذي أخرجه: مسلم (657).