وَعَنْ ثَوْبَانَ رضي الله عنه قَالَ :
سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «عَلَيْكَ بِكَثْرَةِ
السُّجُودِ فَإِنَّك لَنْ تَسْجُدَ
لِلَّهِ سَجْدَةً إلاَّ رَفَعَكَ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً، وَحَطَّ بِهَا عَنْكَ
خَطِيئَةً»([1]).
رَوَاهُ أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُد .
وَعَنْ
رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه قَالَ: كُنْتُ أَبِيتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى
الله عليه وسلم آتِيهِ بِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ، فَقَالَ: «سَلْنِي» .
******
«مَنْ تَوَاضَعَ
لِلَّهِ رَفَعَهُ»([2])، فالسجود فيه تواضع
لله، وفيه قمع للكبر والشموخ وتواضع لله عز وجل، فيثمر لك العكس: الرفعة، لما
تواضعت، رفعك الله؛ «رَفَعَكَ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً، وَحَطَّ بِهَا عَنْكَ خَطِيئَةً»،
وهذا من فضل الله؛ أن الله يغفر الخطايا بالسجود.
«عَلَيْكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ»، يعني:
أكثر من الصلاة التي فيها كثرة السجود، هذا دليل لمن فضلوا السجود على القيام.
«عَلَيْكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ فَإِنَّك
لَنْ تَسْجُدَ لِلَّهِ سَجْدَةً إلاَّ رَفَعَكَ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً، وَحَطَّ
بِهَا عَنْكَ خَطِيئَةً»، وكيف بالذي يسجد لله آناء الليل ساجدًا وقائمًا؟! ﴿أَمَّنۡ هُوَ قَٰنِتٌ ءَانَآءَ ٱلَّيۡلِ سَاجِدٗا وَقَآئِمٗا
يَحۡذَرُ ٱلۡأٓخِرَةَ وَيَرۡجُواْ رَحۡمَةَ رَبِّهِۦۗ﴾ [الزمر: 9]، يعني: أكثر ليله وهو
ساجد وقائم، فهذا ينال الخير الكثير من الله سبحانه وتعالى.
وهذا ربيعة بن كعب رضي الله عنه كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم، ويبيت عنده، يقدم له ماء الوضوء، ويخدمه فيما يحتاج إليه. النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يكافئه