×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثالث

وَتَبْأَسُ وَتَمَسْكَنُ  وَتُقْنِعُ يَدَيْكَ  وَتَقُولُ: اللَّهُمَّ ،

******

 «وَتَبْأَسُ وَتَمَسْكَنُ»، يعني: أظهر الضعف والفقر لله عز وجل، أظهر فقرك وضعفك لله عز وجل؛ ليكون هذا من أسباب: الإجابة.

 «وَتُقْنِعُ يَدَيْكَ»، يعني: ترفع يديك بالدعاء، ومنه قوله تعالى: ﴿وَأَطۡعِمُواْ ٱلۡقَانِعَ وَٱلۡمُعۡتَرَّۚ [الحج: 36]، والقانع: الذي يرفع يديه بالسؤال، أو يمد يده بالسؤال. والمعتر: هو الذي لا يسأل، لكنه فقير.

فهذا فيه: مشروعية إظهار الضعف لله عز وجل؛ ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ أَنتُمُ ٱلۡفُقَرَآءُ إِلَى ٱللَّهِۖ وَٱللَّهُ هُوَ ٱلۡغَنِيُّ ٱلۡحَمِيدُ [فاطر: 15]، إظهار الضعف بالتمسكن والتبؤس.

وفيه مسألة ثانية: وهي مشروعية رفع اليدين في الدعاء؛ لأن هذا من أسباب: الإجابة؛ كما في الحديث: «الرَّجُلُ يُطِيلُ السَّفَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ، يَا رَبِّ يَا رَبِّ»([1]).

ففيه مد اليدين في الدعاء، ورفع اليدين في الدعاء، وهذا من آداب الدعاء.

 «وَتَقُولُ: اللَّهُمَّ»، تنادي الله عز وجل. أصله: يا الله، أصل «اللَّهُمَّ»: يا الله، ثم إنما حذفت ياء النداء، وعُوض عنها الميم في آخر الاسم، حذفت ياء النداء، وعُوِض عنها الميم.

في هذا الحديث - أيضًا - من المسائل: الإتيان بهذه اللفظة «اللَّهُمَّ»، اللهم اغفر لي، اللهم ارزقني، اللهم ارحمني، إلى آخره.


الشرح

([1])أخرجه: مسلم (1015).