وَتَبْأَسُ
وَتَمَسْكَنُ وَتُقْنِعُ يَدَيْكَ وَتَقُولُ: اللَّهُمَّ ،
******
«وَتَبْأَسُ وَتَمَسْكَنُ»، يعني: أظهر
الضعف والفقر لله عز وجل، أظهر فقرك وضعفك لله عز وجل؛ ليكون هذا من أسباب:
الإجابة.
«وَتُقْنِعُ يَدَيْكَ»، يعني: ترفع يديك
بالدعاء، ومنه قوله تعالى: ﴿وَأَطۡعِمُواْ ٱلۡقَانِعَ
وَٱلۡمُعۡتَرَّۚ﴾ [الحج: 36]، والقانع: الذي يرفع يديه بالسؤال، أو يمد يده
بالسؤال. والمعتر: هو الذي لا يسأل، لكنه فقير.
فهذا فيه: مشروعية إظهار
الضعف لله عز وجل؛ ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ أَنتُمُ
ٱلۡفُقَرَآءُ إِلَى ٱللَّهِۖ وَٱللَّهُ هُوَ ٱلۡغَنِيُّ ٱلۡحَمِيدُ﴾ [فاطر: 15]، إظهار الضعف
بالتمسكن والتبؤس.
وفيه مسألة ثانية: وهي مشروعية رفع
اليدين في الدعاء؛ لأن هذا من أسباب: الإجابة؛ كما في الحديث: «الرَّجُلُ
يُطِيلُ السَّفَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ، يَا رَبِّ يَا رَبِّ»([1]).
ففيه مد اليدين في
الدعاء، ورفع اليدين في الدعاء، وهذا من آداب الدعاء.
«وَتَقُولُ: اللَّهُمَّ»، تنادي الله عز
وجل. أصله: يا الله، أصل «اللَّهُمَّ»: يا الله، ثم إنما حذفت ياء النداء،
وعُوض عنها الميم في آخر الاسم، حذفت ياء النداء، وعُوِض عنها الميم.
في هذا الحديث - أيضًا - من المسائل: الإتيان بهذه اللفظة «اللَّهُمَّ»، اللهم اغفر لي، اللهم ارزقني، اللهم ارحمني، إلى آخره.
([1])أخرجه: مسلم (1015).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد