فَقَالَ:
«مَا مَنَعَكُمَا أَنْ تُصَلِّيَا مَعَنَا؟» فَقَالاَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إنَّا
كُنَّا قَدْ صَلَّيْنَا فِي رِحَالِنَا، قَالَ : «فَلاَ تَفْعَلاَ إذَا
صَلَّيْتُمَا فِي رِحَالِكُمَا ثُمَّ أَتَيْتُمَا مَسْجِدَ جَمَاعَةٍ فَصَلِّيَا
مَعَهُمْ فَإِنَّهَا لَكُمَا نَافِلَةٌ»([1]).
رَوَاهُ الْخَمْسَةُ إلاَّ ابْنَ مَاجَهْ.
وَفِي
لَفْظٍ لأِبِي دَاوُد: «إذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فِي رَحْلِهِ ثُمَّ أَدْرَكَ
الصَّلاَةَ مَعَ الإِْمَامِ فَلْيُصَلِّهَا مَعَهُ، فَإِنَّهَا لَهُ نَافِلَةٌ»([2]) .
******
والفرائص: جمع فريصة، وهي
لحمة الجنب، إذا خاف الإنسان، فإنها تتحرك هذه اللحمة من أثر الخوف.
وهذا بسبب هيبة
الرسول صلى الله عليه وسلم ومكانته، وإلا هو صلى الله عليه وسلم كان حليمًا لينًا
مع الناس، ولكن الله ألقى عليه المهابة.
فسألهما: لماذا لم يصليا؟ وهذا فيه دليل
على أن الذي ينكر يسأل قبل أن ينكر: ما هو السبب؟ لعل له عذرًا.
قال: «مَا
مَنَعَكُمَا أَنْ تُصَلِّيَا مَعَنَا؟» «فَقَالاَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ
إنَّا كُنَّا قَدْ صَلَّيْنَا فِي رِحَالِنَا»، يعني: في منازلهم في منى.
قال: «فَلاَ تَفْعَلاَ إذَا صَلَّيْتُمَا فِي رِحَالِكُمَا ثُمَّ أَتَيْتُمَا مَسْجِدَ جَمَاعَةٍ فَصَلِّيَا مَعَهُمْ فَإِنَّهَا لَكُمَا نَافِلَةٌ»؛ فإنها: أي هذه الصلاة الثانية لكما نافلة، والفريضة هي الأولى.
([1])أخرجه: أبو داود (575)، والترمذي (219)، والنسائي (858)، وأحمد (17474).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد