×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثالث

وَسَجَدَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه حِينَ جَاءَهُ قَتْلُ مُسَيْلِمَةَ([1]). رَوَاهُ سَعِيدُ .

******

﴿لِمَن يَشَآءُ وَيَرۡضَىٰٓ: هذا الشرط الثاني للشفاعة.

أما من يطلبون الشفاعة من الأولياء والصالحين والأضرحة، فهؤلاء ضائعون - والعياذ بالله -، ويسيرون في غير طريق الحق، وطلب الشفاعة بدون شروطها، ولا تغني شيئًا.

﴿وَيَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡ وَيَقُولُونَ هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ [يونس: 18]، ﴿مَا نَعۡبُدُهُمۡ، لاحظ ! اعترفوا أنهم يعبدونهم، ﴿مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ [الزمر: 3]. كيف يقربونكم إلى الله زلفى، وأنتم تعبدونهم ؟ !

نسأل الله العافية ! هذا التناقض، المشرك لا تنفعه الشفاعة أبدًا.

 قوله رحمه الله: «وَسَجَدَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه حِينَ جَاءَهُ قَتْلُ مُسَيْلِمَةَ. رَوَاهُ سَعِيدُ»، وكذلك كما أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد لما بلغه الخبر السار في هذين الحديثين، كذلك خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم الأول أبو بكر الصديق رضي الله عنه سجد شكرًا لله، لما بلغه قتل مسيلمة الكذاب الذي ادعى النبوة وكذب على الله سبحانه، وزعم أنه شريك للرسول الله صلى الله عليه وسلم الرسالة وأن الله قسم الأرض بينه وبين الرسول نصفين، قال هذا في كتابه للرسول صلى الله عليه وسلم، فرد عليه الرسول صلى الله عليه وسلم، هو كتب للرسول صلى الله عليه وسلم: «مِنْ مُسَيْلِمَةَ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ، أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ اللَّهَ جَعَلَ الأَْرْضَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ نِصْفَيْنِ»، فرد عليه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: «مِنْ مُحَمَّدٍ


الشرح

([1])أخرجه عبد الرزاق في المصنف (3/ 358)- ومن طريقه ابن المنذر في الأوسط (5/ 288)-، وابن أبي شيبة في المصنف (2/ 228) و(6/ 449، 547)، والبيهقي في السنن الكبرى (2/ 519)، وفي الخلافيات (3/ 148): «أن أبا بكر رضي الله عنه لما أتاه فتح اليمامة سجد».