وَهَذَا
يَدُلّ: عَلَى أَنَّ ذَا الْيَدَيْنِ تَكَلَّمَ بَعْدمَا عَلِمَ عَدَمَ النَّسْخ كَلاَمًا
لَيْسَ بِجَوَابِ سُؤَالٍ .
وَعَنْ
عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
صَلَّى الْعَصْرَ فَسَلَّمَ فِي ثَلاَثِ
رَكَعَاتٍ ، ثُمَّ دَخَلَ مَنْزِلَهُ. وَفِي لَفْظٍ: فَدَخَلَ الْحُجْرَةَ ،
فَقَامَ إلَيْهِ رَجُلٌ يُقَال لَهُ: الْخِرْبَاقُ ، وَكَانَ فِي يَدِهِ طُولٌ ،
******
قوله رحمه الله: «وَهَذَا يَدُلّ:
عَلَى أَنَّ ذَا الْيَدَيْنِ تَكَلَّمَ بَعْدمَا عَلِمَ عَدَمَ النَّسْخ كَلاَمًا
لَيْسَ بِجَوَابِ سُؤَالٍ»، يدل على أن الكلام في أثناء الصلاة إذا كان
لمصلحتها فإنه لا يبطلها.
قوله رحمه الله: «وَعَنْ عِمْرَانَ
بْنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى
الْعَصْرَ فَسَلَّمَ فِي ثَلاَثِ رَكَعَاتٍ»، هذه واقعة أخرى.
«صَلَّى الْعَصْرَ فَسَلَّمَ فِي ثَلاَثِ
رَكَعَاتٍ»، يعني: ترك واحدة، في الرواية الأولى في الظهر ترك ركعتين.
«ثُمَّ دَخَلَ مَنْزِلَهُ. وَفِي لَفْظٍ:
فَدَخَلَ الْحُجْرَةَ»؛ لأن هذه واقعة أخرى، الأولى لم يخرج من المسجد، قام،
وجلس في ناحية ثانية.
«فَقَامَ إلَيْهِ رَجُلٌ يُقَال لَهُ:
الْخِرْبَاقُ»، الخرباق: هذا اسم ذو اليدين.
«وَكَانَ فِي يَدِهِ طُولٌ»، أن سبب تسميته ذا اليدين: أن في يده طولاً، وليس هذا من باب: الذم له، وإنما لبيان تمييزه عن غيره؛
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد