×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثالث

فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَذَكَر لَهُ صَنِيعَهُ، فَخَرَجَ غَضْبَانَ يَجُرُّ رِدَاءَهُ حَتَّى انْتَهَى إلَى النَّاسِ  فَقَالَ: «أَصَدَقَ هَذَا؟»  قَالُوا: نَعَمْ ، فَصَلَّى رَكْعَةً  ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ  ثُمَّ سَلَّمَ([1]) . رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ إلاَّ الْبُخَارِيَّ وَالتِّرْمِذِيَّ .

******

كما تقول: الأعمى والأعرج، ليس هذا من باب: الذم؛ ﴿أَن جَآءَهُ ٱلۡأَعۡمَىٰ [عبس: 2]، فليس هذا من باب: الذم، إذا ذُكِر الرجل بسمته وصفته حتى يعرف، ليس هذا من باب: الذم.

 «فَخَرَجَ غَضْبَانَ يَجُرُّ رِدَاءَهُ حَتَّى انْتَهَى إلَى النَّاسِ»، خرج من الحجرة، بعدما دخلها، خرج من الحجرة أو من منزله لإكمال الصلاة.

 «فَقَالَ: «أَصَدَقَ هَذَا؟» قَالُوا: نَعَمْ»، تثبت، هذا فيه التثبت من خبر المخبر، وإن كان محلًّا للثقة، ولكن هذا من باب: التثبت في الأمر المهم، وهو الصلاة.

 «فَقَالَ: «أَصَدَقَ هَذَا؟» قَالُوا: نَعَمْ»، أصدق، يعني: أصاب، ليس أصَدَقَ ضد الكذب، لا، هو لم يتهمه بالكذب، أصدق، يعني: هل أصاب في قوله؟

 «فَصَلَّى رَكْعَةً»، صلى الركعة التي نسيها.

 «ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ»، وهذا فيه أن سجود السهو يكون بعد السلام، وإن كان عن نقص.

 «ثُمَّ سَلَّمَ»، من سجدتي السهو - أيضًا.

 قوله رحمه الله: «رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ إلاَّ الْبُخَارِيَّ وَالتِّرْمِذِيَّ»،


الشرح

([1])أخرجه: أحمد (33/ 62)، ومسلم (574)، وأبو داود (1018)، والنسائي (1236)، وابن ماجه (1215).