فَثَنَى
رِجْلَيْهِ وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ ، ثُمَّ سَلَّمَ،
ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ:
«إنَّهُ لَوْ حَدَثَ فِي الصَّلاَةِ شَيْءٌ أَنْبَأْتُكُمْ بِهِ ، وَلَكِنْ
إنَّمَا أَنَا بَشَرٌ أَنْسَى كَمَا
تَنْسَوْنَ ، فَإِذَا نَسِيتُ فَذَكِّرُونِي ،
******
«فَثَنَى رِجْلَيْهِ»؛ بعد أن انصرف
للناس، عاد وتوجه إلى القبلة، وثنى رجليه جالسًا، ثم سجد صلى الله عليه وسلم.
«ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا
بِوَجْهِهِ»، يعني: بعدما سلم أقبل عليهم، هذا فيه أن الإمام ينصرف إلى الناس
بعد السلام، ولا يبقى متوجهًا إلى القبلة.
«فَقَالَ: «إنَّهُ لَوْ حَدَثَ فِي
الصَّلاَةِ شَيْءٌ أَنْبَأْتُكُمْ بِهِ»»؛ لأنه صلى الله عليه وسلم لا يكتم
شيئًا، لو أنه حدث في الصلاة تشريع جديد، لبينه صلى الله عليه وسلم؛ لأنه لا يؤخر
البيان عن وقت الحاجة.
«وَلَكِنْ إنَّمَا أَنَا بَشَرٌ أَنْسَى
كَمَا تَنْسَوْنَ، فَإِذَا نَسِيتُ فَذَكِّرُونِي»، وإنما الذي حصل مني بحكم
البشرية؛ أنه نسيان، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم بشر مثلهم؛ ﴿قُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠ بَشَرٞ مِّثۡلُكُمۡ﴾ [الكهف: 110]، فهو بشر صلى الله
عليه وسلم، فهذا فيه: ردٌّ على الذين يغلون في الرسول صلى الله عليه وسلم
ويخرجونه من طور البشرية.
«وَلَكِنْ إنَّمَا أَنَا بَشَرٌ أَنْسَى كَمَا
تَنْسَوْنَ»، يعني: يجري عليه ما يجري على البشر.
«فَإِذَا نَسِيتُ فَذَكِّرُونِي»، هذا فيه أن الناس يذكر لا سيما في أمور العبادة، ولا يترك، إذا كان هذا مع الرسول صلى الله عليه وسلم، فكيف بغيره إذا نسي؟ !!