×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثالث

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ رَاحَ فَوَجَدَ النَّاسَ قَدْ صَلَّوْا أَعْطَاهُ اللَّهُ عز وجل مِثْلَ أَجْرِ مَنْ صَلاَّهَا وَحَضَرَهَا لاَ يُنْقِصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا»([1]). رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيُّ .

******

لأنه ترك العبادة لأجل العذر، وهو السفر أو المرض، يعني: كان من عادته أنه يقوم الليل - مثلاً -، أو يصوم تطوعًا، فلما سافر، لم يتمكن من قيام الليل، ولا من صيام التطوع، فهذا لا يلغى أجره، يكتب له أجر المقيم.

كذلك المريض إن كان له صلاة ليل وصيام تطوع، ثم مرض، ولم يستطع، أو ثقل عليه ذلك بسبب المرض، فإن الله يعذره، ويعطيه أجر من فعل هذا الفعل؛ فضلا من الله سبحانه وتعالى.

قوله رحمه الله: «فَرَوَى أَبُو مُوسَى: عَنْ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إذَا مَرِضَ الْعَبْدُ أَوْ سَافَرَ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ مِثْلَ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا»»، مقيمًا: هذا في مقابل المسافر، صحيحًا: في مقابل المريض.

 قوله رحمه الله: «وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ رَاحَ فَوَجَدَ النَّاسَ قَدْ صَلَّوْا أَعْطَاهُ اللَّهُ عز وجل مِثْلَ أَجْرِ مَنْ صَلاَّهَا وَحَضَرَهَا لاَ يُنْقِصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا». رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيُّ». كذلك من فاتته الصلاة، لم يتركها رغبة عنها، وإنما فاتته، هو جاء وحضر، لكن وجد الناس قد صلوا، يكتب الله له أجر من صلى مع الجماعة.


الشرح

([1])أخرجه: أحمد (14/ 509)، وأبو داود (564)، والنسائي (855).