×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثالث

وَعَنْ عَمْرِو ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا ضَرِيرٌ شَاسِعُ الدَّارِ وَلِي قَائِدٌ لاَ يُلاَئِمُنِي فَهَلْ تَجِدُ لِي رُخْصَةً أَنْ أُصَلِّيَ فِي بَيْتِي؟ قَالَ: «أَتَسْمَعُ النِّدَاءَ؟»  قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «مَا أَجِدُ لَكَ رُخْصَةً»([1]). رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُد وَابْنُ مَاجَهْ.

******

فهذا دليل واضح: على وجوب صلاة الجماعة على الأعيان، لو كان كفاية، لكان الحاضرون يكفون، لكن على الأعيان، إنها واجبة على الأعيان، يعني: على الأفراد بسماع النداء.

 ودل: على أن الذي لا يسمع النداء لبعده عن المسجد لا يجب عليه الحضور، والمراد الصوت المجرد، ليس الميكروفون، الميكروفون يسمع من مسافة، المقصود الصوت المجرد، فمن سمعه، وجب عليه الحضور، ومن لم يسمعه، فهو معذور.

«رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ»، يعني: السبعة إلا البخاري والترمذي.

وهؤلاء الجماعة بما فيهم الإمام مسلم، الإمام مسلم روى هذا الحديث في صحيح مسلم، والحديث طويل، اختصره المؤلف، وأصله أن ابن مسعود رضي الله عنه قال: «فَإِنَّ اللهَ شَرَعَ لِنَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم سُنَنِ الْهُدَى»، يعني: الصلوات الخمس. «وَإِنَّهُنَّ مِنْ سُنَنِ الْهُدَى وَلَوْ أَنَكُمْ صَلَيْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ كَمَا يُصَلِّي هَذَا الْمُتَخَلِّفُ فِي بَيْتِهِ لَتَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ وَلَوْ تَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ لَضَلَلْتُمْ».


الشرح

([1])أخرجه: أحمد (24/ 243)، وأبو داود (552)، وابن ماجه (792).