وَعَنْ
ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
«صَلاَةُ الْجَمَاعَةِ تَفْضُلُ عَلَى صَلاَةِ الْفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً»([1]).
وَعَنْ
أَبِي هُرَيْرَة رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
«صَلاَةُ الرَّجُلِ فِي جَمَاعَةٍ تَزِيدُ عَلَى صَلاَتِهِ فِي بَيْتِهِ
وَصَلاَتِهِ فِي سُوقِهِ بِضْعًا وَعِشْرِينَ دَرَجَةً»([2]) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِمَا.
******
استدل به من يرى أن صلاة
الجماعة سنة؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم إنما فاضل بين صلاة الجماعة وصلاة
الفذ، فدل على أنها مستحبة، وليست واجبة.
ولكن الأحاديث
السابقة واضحة في وجوبها، وأما الترغيب فيها والحث عليها، هذا لا يدل على عدم
وجوبها، ولعله محمول على من كان له عذر، من كان له عذر، فصلاته صحيحة.
وأيضًا نحن لا نقول:
إن صلاة المنفرد لا تصح، وإنما نقول: إنه ترك واجبًا، ترك واجبًا، فصلاته صحيحة، فأثم
على ترك الواجب، ويثاب على أداء الصلاة.
الحديث لا يدل على
عدم الوجوب أبدًا، إنما يدل: إما على من صلى لعذر وحده، أو أن الكلام ليس في
الصحة، الكلام إنما هو في الوجوب.
فمن صلى وحده، وترك
صلاة الجماعة، فصلاته صحيحة، ومجزئة، لكن ترك واجبًا يعاقب عليه.
قوله رحمه الله: «وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَة رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «صَلاَةُ الرَّجُلِ فِي جَمَاعَةٍ تَزِيدُ عَلَى صَلاَتِهِ فِي بَيْتِهِ وَصَلاَتِهِ فِي سُوقِهِ بِضْعًا
([1])أخرجه: أحمد (9/ 238)، والبخاري (645)، ومسلم (650).