وَعَنْ
أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُوجزُ الصَّلاَةَ
وَيُكْمِلُهَا»([1]) .
وَفِي
رِوَايَةٍ: «مَا صَلَّيْتُ خَلْفَ إمَامٍ قَطُّ أَخَفَّ صَلاَةً وَلاَ أَتَمَّ
صَلاَةً مِنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم »([2]).
مُتَّفَقٌ عَلَيْهِمَا .
وَعَنْ
أَنَسٍ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إنِّي لَأَدْخُلُ
فِي الصَّلاَةِ وَأَنَا أُرِيدُ إطَالَتَهَا فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ
فَأَتَجَوَّزُ فِي صَلاَتِي مِمَّا أَعْلَمُ مِنْ شِدَّةِ وَجْدِ أُمِّهِ مِنْ
بُكَائِهِ»([3]) .
******
قوله رحمه الله: «وَعَنْ أَنَسٍ رضي
الله عنه قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُوجزُ الصَّلاَةَ
وَيُكْمِلُهَا»»، لاحظ ! ليس بإيجاز يخل، إيجاز مع الإتمام.
قوله رحمه الله: «وَفِي رِوَايَةٍ:
«مَا صَلَّيْتُ خَلْفَ إمَامٍ قَطُّ أَخَفَّ صَلاَةً وَلاَ أَتَمَّ صَلاَةً مِنْ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم »»، أخف صلاة وأتم، يعني: جمع بين الإتمام
والخفة، فدل على أن التخفيف يراد به عدم الإخلال بالصلاة بأركانها وواجباتها.
وقوله رحمه الله: «وَعَنْ أَنَسٍ رضي الله
عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إنِّي لَأَدْخُلُ فِي الصَّلاَةِ
وَأَنَا أُرِيدُ إطَالَتَهَا»»، يرغب في إطالة الصلاة، لكن يراعي أحوال
المأمومين، فيتنازل عن الإطالة؛ رحمة بالناس.
إذا سمع ما يقتضي التخفيف، خفف، إذا سمع بكاء الصبي من الحاضرات مع الرسول صلى الله عليه وسلم، علم أنه يشغلها، فيخفف من أجل أن
([1])أخرجه: أحمد (19/ 48)، والبخاري (706)، ومسلم (469).