×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثالث

«وَإِذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا، وَلاَ تَسْجُدُوا حَتَّى يَسْجُدَ» .

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَمَا يَخْشَى أَحَدُكُمْ إذَا رَفَعَ رَأْسَهُ قَبْلَ الإْمَامَ أَنْ يُحَوِّلَ اللَّهُ رَأْسَهُ رَأْسَ حِمَارٍ، أَوْ يُحَوِّلَ اللَّهُ صُورَتَهُ صُورَةَ حِمَارٍ؟»([1]) .

******

 «وَإِذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا، وَلاَ تَسْجُدُوا حَتَّى يَسْجُدَ»، ليس معناه: إذا ركع تركعون معه، هذا نفاه بقوله: «وَلاَ تَرْكَعُوا حَتَّى يَرْكَعَ»، «وَلاَ تَسْجُدُوا حَتَّى يَسْجُدَ».

هذا الوعيد الذي جاء على مسابقة الإمام، وهو وعيد شديد؛ أن يمسخه الله حمارًا؛ عقوبة له، فيحوله من رجل إلى حمار، والله على كل شيء قدير.

بنو إسرائيل لما احتالوا على صيد السمك يوم السبت، وقد حُرم عليهم في هذا اليوم، واحتالوا على ذلك، قال الله لهم: ﴿كُونُواْ قِرَدَةً خَٰسِ‍ِٔينَ [البقرة: 65]، فمسخهم الله قردة - والعياذ بالله -، مسخهم الله قردة بسبب أنهم عتوا عما نُهوا عنه من صيد السمك يوم السبت.

 «أَمَا يَخْشَى أَحَدُكُمْ إذَا رَفَعَ رَأْسَهُ قَبْلَ الإِْمَامَ أَنْ يُحَوِّلَ اللَّهُ رَأْسَهُ رَأْسَ حِمَارٍ، أَوْ يُحَوِّلَ اللَّهُ صُورَتَهُ صُورَةَ حِمَارٍ؟»، إما أن يحول رأسه رأس حمار، وإما أن يحوله كله، ويجعل صورته صورة حمار، والله على كل شيء قدير، الذي خلق الحمار وخلق الآدمي قادر على أن يحول الآدمي إلى حمار.


الشرح

([1])أخرجه: أحمد (16/ 321)، والبخاري (691)، ومسلم (427)، وأبو داود (623)، والترمذي (582)، والنسائي (828)، وابن ماجه (961).