وَعَنْ
بُرَيْدَةَ الأْسْلَمِيِّ رضي الله عنه أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ صَلَّى
بِأَصْحَابِهِ الْعِشَاءَ فَقَرَأَ فِيهَا ﴿ٱقۡتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ﴾، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ قَبْلِ أَنْ
يَفْرُغَ فَصَلَّى وَذَهَبَ ،
******
ولكن اليوم الشباب
الأئمة لا يقرؤون بالمفصل أبدا - إلا من شاء الله -، لا يقرؤون بالمفصل، لا أدري
لماذا؟ هل بلغهم أن الأولين يقرؤون به، أم ما هو السبب؟ لا يصلح هذا، لا يصلح هذا.
الرسول صلى الله
عليه وسلم؛ أرشد إلى هذا، قال: «اقرأ بـ ﴿سَبِّحِ ٱسۡمَ رَبِّكَ ٱلۡأَعۡلَى﴾ ﴿وَٱلشَّمۡسِ وَضُحَىٰهَا﴾» فكيف يهجرون المفصل
هذا الهجر؟ ! ينبغي أن يتنبهوا لهذا.
وأقر النبي صلى الله
عليه وسلم حرامًا رضي الله عنه على انفراده وانصرافه لسقيه، أقره على هذا، ولام
معاذًا رضي الله عنه، مع أنه يحب معاذًا رضي الله عنه، قال صلى الله عليه وسلم: «يَا
مُعَاذُ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ»([1])، صرح له بذلك، مع
كونه يحبه لامه، وعنف عليه، وقال: «أَفَتَّانٌ أَنْتَ يَا مُعَاذٍ؟».
فدل: على مشروعية تأليف
الناس للصلاة، وترغيبهم للصلاة، وعدم تنفيرهم، لا سيما أصحاب الحوائج.
قوله رحمه الله: «وَعَنْ بُرَيْدَةَ الأَْسْلَمِيِّ رضي الله عنه أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ صَلَّى بِأَصْحَابِهِ الْعِشَاءَ فَقَرَأَ فِيهَا: ﴿ٱقۡتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ﴾ [القمر:1]، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَفْرُغَ فَصَلَّى وَذَهَبَ»، هذه قصة الرجل، لكن بين الحديث الثاني السورة التي قرأ بها معاذ، واستطالها الرجل، وهي: ﴿ٱقۡتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ﴾، في صلاة العشاء.
([1])أخرجه: أحمد (22119)، وأبو داود (1522)، والنسائي (1303).