×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثالث

فَتَبَرَّزَ وَذَكَرَ وُضُوءَهُ، ثُمَّ عَمَدَ النَّاسَ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ يُصَلِّي بِهِمْ، فَصَلَّى مَعَ النَّاسِ الرَّكْعَةَ الأَْخِيرَةَ ،

******

الروم لما بلغهم خروج الرسول صلى الله عليه وسلم، أخذهم الرعب، فانكفوا، ولم ينفذوا ما هددوا به، وبقي النبي صلى الله عليه وسلم في تبوك ينتظرهم عشرين يومًا، ينتظرهم، فلما انقطعت أخبارهم، قفل النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه راجعًا سالمًا هو وأصحابه، وهذه نتيجة الصبر، وكانت آخر غزوة من غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم، ولهذا قال تعالى: ﴿فَإِن رَّجَعَكَ ٱللَّهُ إِلَىٰ طَآئِفَةٖ مِّنۡهُمۡ، يعني: المنافقين، ﴿فَٱسۡتَ‍ٔۡذَنُوكَ لِلۡخُرُوجِ فَقُل لَّن تَخۡرُجُواْ مَعِيَ أَبَدٗا وَلَن تُقَٰتِلُواْ مَعِيَ عَدُوًّاۖ، هذه إشارة إلى أنه انتهت غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم، ﴿فَإِن رَّجَعَكَ ٱللَّهُ إِلَىٰ طَآئِفَةٖ مِّنۡهُمۡ فَٱسۡتَ‍ٔۡذَنُوكَ لِلۡخُرُوجِ فَقُل لَّن تَخۡرُجُواْ مَعِيَ أَبَدٗا وَلَن تُقَٰتِلُواْ مَعِيَ عَدُوًّاۖ إِنَّكُمۡ رَضِيتُم بِٱلۡقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٖ فَٱقۡعُدُواْ مَعَ ٱلۡخَٰلِفِينَ [التوبة: 83]؛ عقوبة لهم. فهذه غزوة تبوك.

 والنبي صلى الله عليه وسلم فيها وهو نازل في تبوك، عرضت له حاجة، فذهب من أجلها، وذهب معه المغيرة بن شعبة رضي الله عنه ليخدمه كعادتهم في خدمة الرسول صلى الله عليه وسلم، فلما حضرت الصلاة، وتأخر الرسول صلى الله عليه وسلم؛ طلبوا عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أن يصلي بالناس، فصلى بالناس، في آخر الصلاة لما مضى منها ركعة - وهي صلاة الفجر -، لما مضى منها ركعة، جاء الرسول صلى الله عليه وسلم، فدخل في الصلاة خلف عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه.

إذا قيل لك: من هو الصحابي الذي صلى خلفه الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ فقل: هو عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه.


الشرح