×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثالث

وَرَجُلٌ أَمَّ قَوْمًا وَهُمْ بِهِ رَاضُونَ ، وَرَجُلٌ يُنَادِي بِالصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ»([1]). رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ .

******

الحقين - حق الله، وحق سيده -، يكون من هؤلاء الثلاثة الذين همَّ على كثبان المسك؛ رفعة لهم، وتكرمة لهم.

 «وَرَجُلٌ أَمَّ قَوْمًا وَهُمْ بِهِ رَاضُونَ»، هذا يبين الحديث الذي قبله أنه لا يجوز للزائر أن يؤم المزور في مكانه أو في بيته، وأنه إذا رضي المزور، فإنه لابأس بذلك، يدخل في قوله: «وَهُمْ بِهِ رَاضُونَ».

 «وَرَجُلٌ يُنَادِي بِالصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ»، هذا الثالث: رجل ينادي كل يوم بالصلوات الخمس، هذا فيه: فضل الأذان، في هذا فضل الأذان.

وفي فضل الأذان أحاديث كثيرة، منها: «الْمُؤَذِّنُونَ أَطْوَلُ النَّاسِ أَعْنَاقًا، يَوْمَ الْقِيَامَةِ»([2]).

ومنها: أنه يشهد له كل من بلغه صوته من الحجر والشجر، يشهد له يوم القيامة، مدى صوته([3])، فالأذان فيه فضل عظيم.

وقد اختلف العلماء أيهما أفضل: الإمامة أو الأذان؟ بعضهم فضل الأذان على الإمامة، وبعضهم العكس؛ فضل الإمامة على الأذان؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كل يوم كان إمامًا، فهو إمام المسلمين يصلي بهم، فهي أفضل.


الشرح

([1])أخرجه: الترمذي (1986).

([2])أخرجه: مسلم (387).

([3])كما جاء في الحديث الذي أخرجه: أبو داود (515)، والنسائي (645)، وابن ماجه (724)، وأحمد (9935).