×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثالث

وَرَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ  لَكِنْ قَالَ فِيهِ: «لاَ يَؤُمُّ الرَّجُلُ الرَّجُلَ فِي سُلْطَانِهِ إلاَّ بِإِذْنِهِ، وَلاَ يَقْعُدُ عَلَى تَكْرِمَتِهِ فِي بَيْتِهِ إلاَّ بِإِذْنِهِ»([1]) .

وَعَنْ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ رضي الله عنه قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَنَا وَصَاحِبٌ لِي ، فَلَمَّا أَرَدْنَا الإْقْفَالَ مِنْ عِنْدِهِ قَالَ لَنَا: «إذَا حَضَرَتْ الصَّلاَةُ فَأَذِّنَا وَأَقِيمَا  وَلْيَؤُمَّكُمَا أَكْبَرُكُمَا»([2]). رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ.

 ******

قوله رحمه الله: «وَرَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ»، في سننه، سعيد بن منصور في سننه.

 قوله رحمه الله: «لَكِنْ قَالَ فِيهِ: «لاَ يَؤُمُّ الرَّجُلُ الرَّجُلَ فِي سُلْطَانِهِ إلاَّ بِإِذْنِهِ، وَلاَ يَقْعُدُ عَلَى تَكْرِمَتِهِ فِي بَيْتِهِ إلاَّ بِإِذْنِهِ»»، على تكرمته في بيته، يعني: الفراش الخاص به في بيته، أو الكرسي الخاص به في بيته.

 هذا الحديث، حديث مالك بن الحويرث رضي الله عنه، وكان قد قدم على النبي صلى الله عليه وسلم هو وصاحب له ليطلبا العلم من الرسول صلى الله عليه وسلم.

ففيه: الوفادة لطلب العلم، والرحلة لطلب العلم، والله جل وعلا يقول: ﴿فَلَوۡلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرۡقَةٖ مِّنۡهُمۡ طَآئِفَةٞ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي ٱلدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوۡمَهُمۡ إِذَا رَجَعُوٓاْ إِلَيۡهِمۡ لَعَلَّهُمۡ يَحۡذَرُونَ[التوبة: 122].

 فهذا مالك بن الحويرث وصاحبه رضي الله عنهما قدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم للتعليم، فلبثا عنده مدة يتعلمان، ثم إنه أذن لهما بالانصراف إلى قومهما، لما نالا قسطًا من العلم، أذن لها بالانصراف إلى قومهما،


الشرح

([1])عزاه ابن الملقن في البدر المنير (4/ 454) لسعيد بن منصور في سننه، وعزاه ابن الأثير في جامع الأصول (5/ 578) لرزين.

([2])أخرجه: أحمد (34/ 158)، والبخاري (2848)، ومسلم (674)، وأبو داود (589)، والترمذي (205)، والنسائي (781)، وابن ماجه (979).