×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثالث

وَلأِحْمَدَ وَمُسْلِمٍ: «وَكَانَا مُتَقَارِبَيْنِ فِي الْقِرَاءَة»([1]).

وَلأَِبِي دَاوُد: «وَكُنَّا يَوْمئِذٍ مُتَقَارِبَيْنِ فِي الْعِلْم»([2]) .

وَعَنْ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ زَارَ قَوْمًا فَلاَ يَؤُمَّهُمْ، وَلْيَؤُمَّهُمْ رَجُلٌ مِنْهُمْ»([3])  رَوَاهُ الْخَمْسَةُ إلاَّ ابْنَ مَاجَهْ.

 ******

وأرشدهما صلى الله عليه وسلم، فقال: «إذَا حَضَرَتْ الصَّلاَةُ فَأَذِّنَا وَأَقِيمَا»، هذا فيه أن الأذان لا يكون إلا عند دخول الوقت، ولا يتقدم عليه.

وفيه: الأذان في السفر، وفيه: وجوب صلاة الجماعة، فهذا من أدلة وجوب صلاة الجماعة؛ أن أقلها اثنان.

«فَأَذِّنَا وَأَقِيمَا وَلْيَؤُمَّكُمَا أَكْبَرُكُمَا»: هذه إحدى الميزات التي تقدمت في مؤهلات الإمام:

أولاً: أكثرهم قراءة للقرآن.

ثانيًا: الفقه، وهو فهم الأدلة المتعلقة بالصلاة.

ثالثًا: السن؛ إذا تساووا في القراءة وفي الفقه، فيتقدم أكبرهما.

 «وَلْيَؤُمَّكُمَا أَكْبَرُكُمَا»: هذا محل الشاهد من الحديث، الكبير يؤم الصغير، إذا تساووا في القراءة وفي الفقه.

 هذا حديث مالك بن الحويرث رضي الله عنه - أيضًا -؛ أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «مَنْ زَارَ قَوْمًا فَلاَ يَؤُمَّهُمْ»: الزائر لا يؤم المزورين، ولكن يؤمهم أحدهم.


الشرح

([1])أخرجه: مسلم (674).

([2])أخرجه: أبو داود (589).

([3])أخرجه: أبو داود (596)، والترمذي (356).