وَلأِحْمَدَ
وَمُسْلِمٍ: «وَكَانَا مُتَقَارِبَيْنِ فِي الْقِرَاءَة»([1]).
وَلأَِبِي
دَاوُد: «وَكُنَّا يَوْمئِذٍ مُتَقَارِبَيْنِ فِي الْعِلْم»([2]) .
وَعَنْ
مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله
عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ زَارَ قَوْمًا فَلاَ يَؤُمَّهُمْ، وَلْيَؤُمَّهُمْ
رَجُلٌ مِنْهُمْ»([3]) رَوَاهُ الْخَمْسَةُ إلاَّ ابْنَ مَاجَهْ.
******
وأرشدهما صلى الله
عليه وسلم، فقال: «إذَا حَضَرَتْ الصَّلاَةُ فَأَذِّنَا وَأَقِيمَا»، هذا
فيه أن الأذان لا يكون إلا عند دخول الوقت، ولا يتقدم عليه.
وفيه: الأذان في السفر،
وفيه: وجوب صلاة الجماعة، فهذا من أدلة وجوب صلاة الجماعة؛ أن أقلها اثنان.
«فَأَذِّنَا
وَأَقِيمَا وَلْيَؤُمَّكُمَا أَكْبَرُكُمَا»: هذه إحدى الميزات التي
تقدمت في مؤهلات الإمام:
أولاً: أكثرهم قراءة
للقرآن.
ثانيًا: الفقه، وهو فهم
الأدلة المتعلقة بالصلاة.
ثالثًا: السن؛ إذا تساووا
في القراءة وفي الفقه، فيتقدم أكبرهما.
«وَلْيَؤُمَّكُمَا أَكْبَرُكُمَا»: هذا
محل الشاهد من الحديث، الكبير يؤم الصغير، إذا تساووا في القراءة وفي الفقه.
هذا حديث مالك بن الحويرث رضي الله عنه - أيضًا -؛ أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «مَنْ زَارَ قَوْمًا فَلاَ يَؤُمَّهُمْ»: الزائر لا يؤم المزورين، ولكن يؤمهم أحدهم.
([1])أخرجه: مسلم (674).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد