×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثالث

 وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «اجْعَلُوا أَئِمَّتَكُمْ خِيَارَكُمْ ، فَإِنَّهُمْ وَفْدُكُمْ فِيمَا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ رَبِّكُمْ»([1]). رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ .

وَعَنْ مَكْحُولٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه  قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «الْجِهَادُ وَاجِبٌ عَلَيْكُمْ مَعَ كُلِّ أَمِيرٍ، بَرًّا كَانَ أَوْ فَاجِرًا، وَالصَّلاَةُ وَاجِبَةٌ عَلَيْكُمْ خَلْفَ كُلِّ مُسْلِمٍ بَرًّا كَانَ أَوْ فَاجِرًا، وَإِنْ عَمِلَ الْكَبَائِرَ»([2]). رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالدَّارَقُطْنِيّ ومَعْنَاهُ, وَقَالَ مَكْحُولٌ: لَمْ يَلْقَ أَبَا هُرَيْرَةَ .

******

هذا في كتب العقائد مذكور، هذا في كتب العقائد أن الإمام يصلى خلفه، ولو كان فاسقًا أو جائرًا، يصلى خلفه الفرائض والجمعة والعيد وغير ذلك؛ لأجل جمع الكلمة، وإظهار السمع والطاعة.

 هذا فيه: أن الإمامة يختار لها أحسن الموجودين في علمه ودينه، وفي تقواه وتمسكه؛ لأنها منصب مهم.

 «فَإِنَّهُمْ وَفْدُكُمْ فِيمَا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ رَبِّكُمْ»: فهي منصب مهم، فيختار لها أمثل الموجودين فضلاً وعلمًا وتقوى، يختار لها أمثل الموجودين، وهذا يدل: على أهمية الإمامة ومكانتها، وأنه ليس كل أحد يصلح لها.

 مكحول من التابعين، واختلف في روايته عن أبي هريرة رضي الله عنه: هل متصلة أو منقطعة؟

 على كل حال فإنه يصلي خلف ولاة الأمور سواء كانوا أبرارًا


الشرح

([1])أخرجه: الدارقطني (1881).

([2])أخرجه: أبو داود (2533)، والدارقطني (1764).