وَكَانَتْ
عَلَيَّ بُرْدَةٌ كُنْتُ إذَا سَجَدْتُ تَقَلَّصَتْ عَنِّي فَقَالَتْ امْرَأَةٌ
مِنْ الْحَيِّ: أَلاَ تُغَطُّونَ عَنَّا اسْتَ قَارِئِكُمْ، فَاشْتَرَوْا
فَقَطَعُوا لِي قَمِيصًا، فَمَا فَرِحْتُ بِشَيْءٍ فَرَحِي بِذَلِكَ الْقَمِيصِ([1]).
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ بِنَحْوِهِ، قَالَ فِيهِ: كُنْتُ
أَؤُمّهُمْ وَأَنَا ابْنُ ثَمَانِ سِنِينَ([2])،
وَأَبُو دَاوُد وَقَالَ فِيهِ: وَأَنَا ابْنُ سَبْعِ سِنِينَ([3])،
وَأَحْمَدُ وَلَمْ يَذْكُرْ سِنَّهُ([4]).
وَلأِحْمَدَ
وَأَبِي دَاوُد: فَمَا شَهِدْتُ مَجْمَعًا مِنْ جَرْمٍ إلاَّ كُنْتُ إمَامَهُمْ
إلَى يَوْمِي هَذَا([5]) .
******
وكان عليه بردة قصيرة؛ لأنه غلام طفل، عليه بردة
قصيرة، فكان إذا سجد بهم، بدت عورته، استنكرت النساء اللاتي يصلين معهم خلفهم؛
لأنهن يرين عورة الإمام، فقالت: «أَلاَ تُغَطُّونَ عَنَّا اسْتَ قَارِئِكُمْ»،
أي: دبره، فاشتروا له ثوبًا، اشتروا له قميصًا.
وهذا - أيضًا -: من
فضائل العلم، اشتروا له قميصًا بدل ما عليه كساء قصير، اشتروا له قميصًا ضافيًا،
فهذا فيه فضل العلم، فصار يصلي بهم.
والشاهد من هذا: أنه دون البلوغ، فدل على صحة إمامة الذي دون البلوغ، يعني: فوق التمييز ودون البلوغ.
([1])أخرجه: البخاري (4302).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد