×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثالث

وَكَانَتْ عَلَيَّ بُرْدَةٌ كُنْتُ إذَا سَجَدْتُ تَقَلَّصَتْ عَنِّي فَقَالَتْ امْرَأَةٌ مِنْ الْحَيِّ: أَلاَ تُغَطُّونَ عَنَّا اسْتَ قَارِئِكُمْ، فَاشْتَرَوْا فَقَطَعُوا لِي قَمِيصًا، فَمَا فَرِحْتُ بِشَيْءٍ فَرَحِي بِذَلِكَ الْقَمِيصِ([1]). رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ بِنَحْوِهِ، قَالَ فِيهِ: كُنْتُ أَؤُمّهُمْ وَأَنَا ابْنُ ثَمَانِ سِنِينَ([2])، وَأَبُو دَاوُد وَقَالَ فِيهِ: وَأَنَا ابْنُ سَبْعِ سِنِينَ([3])، وَأَحْمَدُ وَلَمْ يَذْكُرْ سِنَّهُ([4]).

وَلأِحْمَدَ وَأَبِي دَاوُد: فَمَا شَهِدْتُ مَجْمَعًا مِنْ جَرْمٍ إلاَّ كُنْتُ إمَامَهُمْ إلَى يَوْمِي هَذَا([5]) .

******

 وكان عليه بردة قصيرة؛ لأنه غلام طفل، عليه بردة قصيرة، فكان إذا سجد بهم، بدت عورته، استنكرت النساء اللاتي يصلين معهم خلفهم؛ لأنهن يرين عورة الإمام، فقالت: «أَلاَ تُغَطُّونَ عَنَّا اسْتَ قَارِئِكُمْ»، أي: دبره، فاشتروا له ثوبًا، اشتروا له قميصًا.

وهذا - أيضًا -: من فضائل العلم، اشتروا له قميصًا بدل ما عليه كساء قصير، اشتروا له قميصًا ضافيًا، فهذا فيه فضل العلم، فصار يصلي بهم.

والشاهد من هذا: أنه دون البلوغ، فدل على صحة إمامة الذي دون البلوغ، يعني: فوق التمييز ودون البلوغ.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري (4302).

([2])أخرجه: النسائي (789).

([3])أخرجه: أبو داود (585).

([4])أخرجه: أحمد (20333).

([5])أخرجه: أبو داود (587)، وأحمد (20686).