منهم هذا ملخص غزوة حنين، وحنين قريبة من مكة،
وادي حنين معروف قريب من مكة.
والشاهد من هذا: أن
الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصلي ويقصر الصلاة إلا المغرب؛ يصليها ثلاثًا،
المغرب لا تقصر أبدًا؛ لأنها وتر النهار - كما في الحديث([1])-، فلا تقصر، وأما
الرباعية، فإنها تقصر إلى ركعتين في السفر؛ ﴿وَإِذَا ضَرَبۡتُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَلَيۡسَ عَلَيۡكُمۡ جُنَاحٌ أَن
تَقۡصُرُواْ مِنَ ٱلصَّلَوٰةِ﴾ [النساء: 101]. فالقصر ثابت، ولا تمنع منه الإقامة الطويلة إذا
كانت غير محددة وغير منوية.
وهذا مثل الحديث
الذي قبله: أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا قدم إلى مكة يستمر على القصر، ويأمر أهل
مكة بأن يتموا لأنفسهم، فهذا فيه: دليل على صحة صلاة المقيم خلف المسافر، وأن المسافر
يقصر، وأن المقيم يتم الصلاة إذا سلم الإمام.
وفيه: أن الإنسان إذا رحل من بلد، واستقر في بلد آخر، وجاء مسافرًا إلى بلده التي رحل منها أنه لا يزال مسافرا، فله الفطر في رمضان، وله قصر الصلاة؛ لأنه مسافر؛ لأنه رحل عن هذا البلد، واستقر في غيره.
([1])كما جاء في الحديث الذي أخرجه: أحمد (26042).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد