×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثالث

وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه: «سَوُّوا صُفُوفَكُمْ، وَحَاذُوا بَيْنَ مَنَاكِبِكُمْ ، وَلِينُوا فِي أَيْدِي إخْوَانِكُمْ ، وَسُدُّوا الْخَلَلَ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ فِيمَا بَيْنَكُمْ بِمَنْزِلَةِ الْحَذْفِ - يَعْنِي أَوْلاَد الضَّأْن الصِّغَار -»([1]). رَوَاهُ أَحْمَدُ .

 ******

صفة تسوية الصفوف، يعني: الضابط أن يكون الكعب محاذيًا للكعب، وأما أن واحدًا أطول رجلاً من الأخر، أطول قدمًا من الآخر، هذا لا ينظر إليه، ينظر إلى الكعوب، الكعوب لا تختلف، سواء طالت الرجل أو قصرت، فإذا تحاذت الأكعب، فقد اعتدل الصف، وكذلك إذا اعتدلت المناكب، فقد اعتدل الصف، فيلاحظ هذا، وليست هناك حاجة إلى وضع خطوط، لا حاجة لهذا.

 هذا كالأحاديث التي قبله، لكن فيه زيادة على ما قبله: «وَلِينُوا فِي أَيْدِي إخْوَانِكُمْ»، «وَلِينُوا»: هذه زيادة.

 «وَلِينُوا فِي أَيْدِي إخْوَانِكُمْ»، يعني: إذا أمسك بك، أمسك يدك أخوك، وجرك إليه؛ ليسد الخلل، فلا يكون عندك تمنع؛ بل إن في يد أخيك، يعني: لو جذبك إليه، وأدناك منه لأجل سد الخلل، فلا تمتنع من ذلك.

 «وَسُدُّوا الْخَلَلَ»، يعني: الفتحة التي تكون بين المصلين، الفتحات سدوها بالتقارب، التقارب بينكم.

 وفيه - أيضًا -: العلة التي من أجلها أمر صلى الله عليه وسلم بسد الخلل؛ أنه إذا كان في الصفوف خلل، دخل الشيطان بينهم كالحذف، يعني:


الشرح

([1])أخرجه: أحمد (22263).