×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثالث

وَفِي رِوَايَةٍ لأِحْمَدَ وَأَبِي دَاوُد وَالنَّسَائِيُّ قَالَ: كَانَ قِتَالٌ بَيْنَ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، فَبَلَغَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَتَاهُمْ بَعْدَ الظُّهْرِ لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمْ وَقَالَ: يَا بِلاَلُ إنْ حَضَرَتْ الصَّلاَةُ وَلَمْ آتِ فَمُرْ أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ ، قَالَ: فَلَمَّا حَضَرَتْ الْعَصْرُ أَقَامَ بِلاَلٌ الصَّلاَةَ، ثُمَّ أَمَرَ أَبَا بَكْرٍ فَتَقَدَّمَ وَذَكَرَ الْحَدِيثَ([1]).

فِيهِ مِنْ الْعِلْمِ : أَنَّ الْمَشْيَ مِنْ صَفٍّ إلَى صَفٍّ يَلِيهِ لاَ يُبْطِلُ .

وَأَنَّ حَمْدَ اللَّهِ لأِمْرٍ يَحْدُثُ وَالتَّنْبِيهُ بِالتَّسْبِيحِ جَائِزَانِ .

******

  «وَقَالَ: يَا بِلاَلُ إنْ حَضَرَتْ الصَّلاَةُ وَلَمْ آتِ فَمُرْ أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ»، وهذا فيه أن الإمام إذا عرض له غياب أو سفر، أنه ينيب من يصلي عنه في غيبته.

وفيه: فضل أبي بكر رضي الله عنه؛ حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم استخلفه في الصلاة.

 قوله رحمه الله: «فِيهِ مِنْ الْعِلْمِ»، هذا كلام المؤلف، فيه من العلم، يعني: من الفوائد العلمية.

 قوله رحمه الله: «فِيهِ مِنْ الْعِلْمِ: أَنَّ الْمَشْيَ مِنْ صَفٍّ إلَى صَفٍّ يَلِيهِ لاَ يُبْطِلُ»؛ كما حصل من الرسول صلى الله عليه وسلم أنه مشي من الصف، وتقدم إلى مكان الإمام، كذلك أبو بكر رضي الله عنه مشى من مكان الإمام إلى الصف في أثناء الصلاة، فهذا إذا كان لحاجة، فلا بأس.

 قوله رحمه الله: «وَأَنَّ حَمْدَ اللَّهِ لأَِمْرٍ يَحْدُثُ وَالتَّنْبِيهُ بِالتَّسْبِيحِ


الشرح

([1])أخرجه: أبو داود (940)، والنسائي (793)، وأحمد (22816).