×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثالث

فَخَرَجَ يُهَادَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ ، فَأَرَادَ أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَتَأَخَّرَ، فَأَوْمَأَ إلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ مَكَانَكَ، ثُمَّ أَتَيَا بِهِ حَتَّى جَلَسَ إلَى جَنْبِهِ عَنْ يَسَارِ أَبِي بَكْرٍ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي قَائِمًا، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي قَاعِدًا، يَقْتَدِي أَبُو بَكْرٍ بِصَلاَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَالنَّاسُ بِصَلاَةِ أَبِي بَكْرٍ([1]). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ

 ******

«فَخَرَجَ يُهَادَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ»، قيل: هما العباس عمه رضي الله عنه، وعلي بن أبي طالب ابن عمه رضي الله عنه.

«يُهَادَى»، يعني: أنه واضع يديه على الرجلين يحملانه، ويساعدانه على المشي.

 «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي قَاعِدًا، يَقْتَدِي أَبُو بَكْرٍ بِصَلاَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَالنَّاسُ بِصَلاَةِ أَبِي بَكْرٍ»، هذا في مرض موته صلى الله عليه وسلم، فالنبي صلى الله عليه وسلم جاء وهم يصلون بإمامة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، فلما أحس به أبو بكر رضي الله عنه، أراد أن يتأخر، فأشار إليه أن اثبت مكانك، فثبت أبو بكر رضي الله عنه في مكانه، ثم تقدم النبي صلى الله عليه وسلم، وجلس إلى يسار أبي بكر رضي الله عنه، وأبو بكر رضي الله عنه صار عن يمينه، فصار الإمام هو الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو يصلي قاعدًا من أجل المرض، وأبو بكر رضي الله عنه يصلي عن يمينه مأمومًا؛ من أجل أن يبلغ الناس صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنهم لا يسمعون صوته صلى الله عليه وسلم من ضعف المرض.

فهذا فيه ما ترجم له المؤلف: أن الإمام إذا حضر في أثناء الصلاة، فإنه يكمل الصلاة بهم بجماعته، ويكون الخليفة مأمومًا.


الشرح

([1])أخرجه: أحمد (42/ 494)، والبخاري (464، 713)، ومسلم (418).