ٱلثَّمَرَٰتِ رِزۡقٗا لَّكُمۡۖ فَلَا تَجۡعَلُواْ
لِلَّهِ أَندَادٗا وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ ٢٢﴾
[البقرة: 21، 22]، فأنتم تعلمون أن هذه الأنداد لم تخلق السماوات ولا الأرض، ولا أنزلت
المطر، وقال تعالى: ﴿إِنَّ
فِي خَلۡقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱخۡتِلَٰفِ ٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ وَٱلۡفُلۡكِ
ٱلَّتِي تَجۡرِي فِي ٱلۡبَحۡرِ بِمَا يَنفَعُ ٱلنَّاسَ وَمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ
مِنَ ٱلسَّمَآءِ مِن مَّآءٖ فَأَحۡيَا بِهِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَا وَبَثَّ
فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٖ وَتَصۡرِيفِ ٱلرِّيَٰحِ وَٱلسَّحَابِ ٱلۡمُسَخَّرِ
بَيۡنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَعۡقِلُونَ﴾ [البَقَرَة: 164]؛ أي: آيات عَلَى وُجُوب عبَادَة الله
سبحانه وتعالى وحده. ثُمَّ قَالَ بعدها: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ ٱللَّهِ
أَندَادٗا يُحِبُّونَهُمۡ كَحُبِّ ٱللَّهِۖ﴾
[البقرة: 165]، والقرآن مملوء بِهَذَا، وَلَكِن عَمِيَ عَنْهُ هَؤُلاَءِ -
وَالعِيَاذُ بالله - وهم يقرؤونه ويحفظونه بالقراءات العشر والسبع، ولا يستفيدون
مِنْهُ فِي هَذَا الأَصْل العَظِيم وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ بِاللهِ؛
لأَِنَّهُم صُرفوا عَنْهُ، فهم يقرؤون حروفه ولا يقيمون حدوده.
قَوْله: «حَتَّى يُفرِدوه بتوحيد العِبَادَة كل الإِفْرَاد» فَلاَ يَقبل تَوْحِيد الرُّبُوبِيَّة من عباده حَتَّى يُفردوه بتوحيد العِبَادَة كل الإِفْرَاد؛ فَلاَ يُدخِلون مَعَهُ غَيره فِي العِبَادَة، وإلا فإقرارهم بتوحيد الرُّبُوبِيَّة لا ينفعهم شَيْئًا، ولا ينقذهم من النَّار.
الصفحة 3 / 231
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد