وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ
لاَ شَرِيكَ لَهُ رَبَّا ومعبودًا، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ
وَرَسُولُهُ، الَّذِي أَمَرَهُ أَنْ يَقُولَ: ﴿قُل لَّآ أَمۡلِكُ لِنَفۡسِي نَفۡعٗا وَلَا ضَرًّا
إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُۚ﴾ [الأَعْرَاف:
188]، وَكَفَى بالله شهيدًا، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ التَّابِعِينَ
لَهُ فِي السَّلاَمَةِ مِن العُيُوب، وتَطْهِيرِ القُلُوبِ عَنِ اعْتِقَادِ كُلِّ
شَيْءٍ يَشُوبُ.
****
قَوْله:
«لا شريك لَهُ ربًّا ومعبودًا» هَذَا
فيه تَوْحِيد الرُّبُوبِيَّة وتوحيد الألوهية.
أَمَرَ
الله نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَقُولَ: ﴿قُل لَّآ أَمۡلِكُ لِنَفۡسِي نَفۡعٗا وَلَا ضَرًّا إِلَّا
مَا شَآءَ ٱللَّهُۚ وَلَوۡ كُنتُ أَعۡلَمُ ٱلۡغَيۡبَ لَٱسۡتَكۡثَرۡتُ مِنَ ٱلۡخَيۡرِ
وَمَا مَسَّنِيَ ٱلسُّوٓءُۚ إِنۡ أَنَا۠ إِلَّا نَذِيرٞ وَبَشِيرٞ لِّقَوۡمٖ
يُؤۡمِنُونَ﴾ [الأَعْرَاف: 188]، فالذين
يَقُولُونَ: إن الرَّسُول صلى الله عليه وسلم يَفْعَل كل شَيْء، وأنه يُعطي وأنه
تُطلب مِنْهُ الحَوَائِج، ويَرفعون أصواتهم بِالدُّعَاءِ: يا رَسُول الله، يا
رَسُول الله! أَمَرَ اللهُ الرَّسُولَ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَقُولَ لَهُم: ﴿قُل لَّآ
أَمۡلِكُ لِنَفۡسِي نَفۡعٗا وَلَا ضَرًّا﴾
[الأعراف: 188]، ﴿قُلۡ إِنِّي
لَآ أَمۡلِكُ لَكُمۡ ضَرّٗا وَلَا رَشَدٗا ٢١قُلۡ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ ٱللَّهِ
أَحَدٞ وَلَنۡ أَجِدَ مِن دُونِهِۦ مُلۡتَحَدًا ٢٢إِلَّا بَلَٰغٗا مِّنَ ٱللَّهِ
وَرِسَٰلَٰتِهِۦۚ وَمَن يَعۡصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَإِنَّ لَهُۥ نَارَ جَهَنَّمَ
خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدًا ٢٣﴾
[الجن: 21- 23]، وَهَذَا هُوَ الَّذِي يَملكه الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم:
البَلاَغ الَّذِي أوحاه الله إِلَيْهِ، أَمَّا التَّصَرُّف فِي الكون فَهَذَا
إِلَى الله عز وجل لا يُشَارِكهُ فيه أَحَد، لا الرُّسُل ولا الملائكة ولا غَيرهم.
قَوْله:
«وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ»،
فَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَبْدٌ وَرَسُولٌ، وَلَيْسَ رَبًّا ولا إلهًا.
قَوْله: «وتطهير القلوب عَن اعْتِقَاد كل شَيْء يشوب» أي: تطهير
الصفحة 4 / 231