×
سبيل الرشاد في شرح تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد

﴿هَٰذَا خَلۡقُ ٱللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِۦۚ [لُقْمَان: 11].

****

قَالَ تَعَالَى: ﴿قُل لِّلَّهِ ٱلشَّفَٰعَةُ جَمِيعٗاۖ [الزُّمُر: 44]، فيَطلب من الله أن يُشفِّع فيه الرَّسُول صلى الله عليه وسلم، أو أن يُشفِّع فيه عِبادَه الصَّالِحِينَ.

·       وللشفاعة شرطان:

الأَوَّل: أن تَكُون بِإِذْنِ اللهِ.

الثَّانِي: أن تَكُون فِي أهل التَّوْحِيد الَّذِينَ حَصَلَ عَلَيْهِمْ بَعْض الذُّنُوب، فالله جل وعلا يَقبَل فِيهِم الشَّفَاعَة فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَة بهذين الشرطين، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَكَم مِّن مَّلَكٖ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ لَا تُغۡنِي شَفَٰعَتُهُمۡ شَيۡ‍ًٔا إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ أَن يَأۡذَنَ ٱللَّهُ لِمَن يَشَآءُ وَيَرۡضَىٰٓ [النَّجْم: 26]، ذَكَرَ اللهُ الشرطين فِي هَذِهِ الآيَة؛ حَيْثُ يأذن الله لمن يشاء بالشفاعة، ويَرضى عَن المَشْفُوع فيه. أَمَّا المُشْرِك أو الكَافِر فَلاَ يَقبَل الله فِيهِم شفاعةً، قَالَ تَعَالَى: ﴿فَمَا تَنفَعُهُمۡ شَفَٰعَةُ ٱلشَّٰفِعِينَ [المُدَّثِّر: 48]، وَقَالَ: ﴿مَا لِلظَّٰلِمِينَ مِنۡ حَمِيمٖ وَلَا شَفِيعٖ يُطَاعُ [غَافِر: 18]، إِنَّمَا الشَّفَاعَة فِي أهل التَّوْحِيد.

قَوْله تَعَالَى: ﴿هَٰذَا خَلۡقُ ٱللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِۦۚ [لُقْمَان: 11]، فالله لما ذكر مخلوقاته قَالَ: ﴿هَٰذَا خَلۡقُ ٱللَّهِ [لقمان: 11] السَّمَوَات وَالأَرْض والجبال والبحار والآدميون والدواب وكل شَيْء، ﴿فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِۦۚ [لقمان: 11] هَل خَلَقُوا جَبَلاً، هَل خَلَقُوا شجرًا؟ أَبَدًا، فهم مخلوقون، وهذا تحدٍّ من الله عز وجل، فيقول: ﴿أَرُونِي مَاذَا خَلَقُواْ مِنَ ٱلۡأَرۡضِ أَمۡ لَهُمۡ شِرۡكٞ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ [فَاطِر: 40]، ما لَهُم شِركٌ فِي الخَلق، فالخالق هُوَ الله وحده، وَهُوَ الَّذِي يَجِب أن يُعبد وحده.


الشرح