قَوْله:
«مِمَّن يدَّعي العِلْم بالمغيبات
والمكاشفات»، وهم الكُهَّان ومَنْ يَدَّعون الشعوذة وهم لا يَعلمون شَيْئًا،
وَلَكِن الجِنّ وَالشَّيَاطِين تأتيهم بِالأَخْبَارِ فيُخبِرون النَّاس به
ويَدَّعُون أن هَذِهِ كرامة من الله؛ فيَظُنُّ النَّاس أَنَّهُم يَعلَمُون الغَيْب
فيُعظِّمونهم ويَعبُدونهم ويَتَقَرَّبُونَ إِلَيْهِمْ ويَرجونهم ويَخافون مِنْهُمْ
وهم خَدَمٌ للشيطان، فما يُخبِرون به إِنَّمَا هُوَ مِمَّا تَلَقَّوْه عَن
الشَّيَاطِين قَالَ تَعَالَى: ﴿هَلۡ أُنَبِّئُكُمۡ عَلَىٰ مَن تَنَزَّلُ ٱلشَّيَٰطِينُ
٢٢١تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٖ ٢٢٢يُلۡقُونَ ٱلسَّمۡعَ وَأَكۡثَرُهُمۡ
كَٰذِبُونَ ٢٢٣﴾ [الشعراء: 221- 223] هَذِهِ
المصيبة والفتنة، ويقولون: إن هَؤُلاَءِ أولياء الله، وأنه فلان جرى عَلَى يَده
الكرامة، وفلان خارِقٌ للعادة... وَهَذَا يَمْشِي عَلَى البَحْر، وَهَذَا يَمْشِي
عَلَى النَّار ولاَ تَضُرُّهُ! وَهُوَ فِي الحَقِيقَة يَحمله الشَّيْطَان فَوْقَ
البَحْر وفوق النَّار، وَالشَّيَاطِين تَحمله؛ لأنه تَقرَّبَ إِلَيْهِمْ
وعَبَدَهم.
قَوْله: «وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الفجور لا يَحضر لِلْمُسْلِمِينَ مسجدًا»، هَذِهِ علامته فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الفجور، يَقُول: أنا لستُ بِحَاجَة لِلْعِبَادَةِ أنا وَصَلْتُ إِلَى الله، العِبَادَة للعوام، أَمَّا أنا فقد وَصَلْتُ ولا أَحْتَاج إِلَى العِبَادَة! فيزيد تَعْظِيمهم عِنْدَ الجُهَّال، إِذا رآه لا يصلي قَالَ: هَذَا وَلِيٌّ وَلَيْسَ بِحَاجَةٍ إِلَى الصَّلاَة فقد وَصَلَ إِلَى الله.
الصفحة 4 / 231
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد