أو فِي الأَحْيَاءِ مِمَّن يَدَّعِي العِلْم
بالمغيبات والمكاشفات، وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الفجور، لا يَحضُر لِلْمُسْلِمِينَ
مسجدًا،
****
قَوْله:
«من اليَمَن» وَهِيَ بلاده، سُمِّيَت
يَمَنًا لوقوعها يَمِين الكَعْبَة.
قَوْله:
«وَالشَّام» سُمِّيَ شامًا لوقوعه شأم
الكَعْبَة أي: يسارها.
قَوْله:
«ونجد وتهامة» هَذِهِ مقابَلة؛ لأن «النجد» هُوَ المرتَفَع، و«التهامة» هِيَ المنخَفَض؛ يَعْنِي: أن
هَذَا عامٌّ فِي جَمِيع البِقَاع: من شام، ويمنٍ ونجدٍ، ولا يَقصِد بلاد نَجْدٍ
خَاصَّة، نعم هِيَ فِيهَا شَيْء وَلَكِنَّهُ لم يَقصِدها خَاصَّةً، بل يَقصِد أنه
انْتَشَرَ فِي التّهام وفي النّجد يَعْنِي فِي المرتَفَعات.
قَوْله:
«وَجَمِيع ديار الإِسْلاَم» انْتَشَرَ
فِيهَا هَذَا، لَمَّا انتَشَرَت الصوفية، وانتَشَرَ التشيعُ، وَجَاءُوا معهم
بِهَذِهِ الفتن وجَلَبُوها إِلَى بلاد المُسْلِمِينَ.
قَوْله:
«وَهُوَ الاِعْتِقَاد فِي القبور»؛
أي: فِي الأَمْوَات وأنهم يَنفعون ويَضرون؛ وَلِذَلِكَ فتنة القبور هِيَ من أَعظَم
الفتن - وَالعِيَاذُ بالله - تجد النَّاس يُفتَنون بالقبور، حَتَّى إن المَسْجِد
الَّذِي لَيْسَ فيه قبر لا يَذهبون إِلَيْهِ، وَلَيْسَ لَهُ قيمة عِنْدَهُم، لا
يحنون ولا يذهبون إلاَّ إِلَى المَسَاجِد الَّتِي عَلَى القبور، وهذه فتنة،
وَالعِيَاذُ بالله.
قَوْله: «أو فِي الأَحْيَاء»؛ أي: أو يعتقدون فِي الأَحْيَاء من الطَّوَاغِيت، وشيوخ الصوفية والمخرِّفين والمشعوِذين والسَّحرة والكُهَّان، يعتقدون فِيهِم أَنَّهُم أولياء، فيَتَقَرَّبُونَ إِلَيْهِمْ ويُعظِّمونهم؛ فهُم فُتِنوا بالأحياء من هَؤُلاَءِ وبالأموات، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ بِاللهِ.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد