قَوْله:
«ولا هُم أهلٌ لها»، فالشفاعة لاَ
بُدَّ لها من شرطين:
الشَّرْط
الأَوَّل: أن يرضى الله عَن المَشْفُوع فيه، فإن كَانَ اللهَ لا يرضى عَن المَشْفُوع
فيه فَلاَ تَنفَع فيه شفاعة أَبَدًا، قَالَ تَعَالَى: ﴿مَا لِلظَّٰلِمِينَ مِنۡ حَمِيمٖ وَلَا شَفِيعٖ يُطَاعُ﴾ [غَافِر: 18]، وَقَالَ سبحانه وتعالى: ﴿فَمَا
تَنفَعُهُمۡ شَفَٰعَةُ ٱلشَّٰفِعِينَ﴾
[المُدَّثِّر: 48]، فَلاَ تَنفَع الكُفَّار ولا المشركين شفاعة الشَّافِعِينَ؛
لأَِنَّ اللهَ لم يرضَ عَنْهُم، فالذي لا يَرضى الله عَنْهُ فَلاَ يَقبل الله فيه
شفاعة أَحَد.
الشَّرْط
الثَّانِي: أن يَرضى الله لمن يَشفع؛ وَلِذَلِكَ الرَّسُول صلى
الله عليه وسلم فِي يَوْم القِيَامَة إِذا أَرَادَ أن يَشفع لِلخَلق فِي أن يَفصِل
الله بينهم ويريحهم من المَوْقِف، يَخِرُّ سَاجِدًا بَين يدي الله عز وجل، ويدعو
الله حَتَّى يُقَال لَهُ: «يَا مُحَمَّدُ،
ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ، وَسَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ»
([1])،
فَهَذَا سيد الشُّفَعَاء صلى الله عليه وسلم لا يشفع إلاَّ بِإِذْنِ اللهِ سبحانه
وتعالى، قَالَ تَعَالَى: ﴿مَن ذَا ٱلَّذِي يَشۡفَعُ عِندَهُۥٓ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ﴾ [البَقَرَة: 255]، نعم تسأل الله وتقول: اللهم شفِّع
فِي نَبِيّك، شفِّع فِي عبادك الصَّالِحِينَ، تطلب الشَّفَاعَة من الله.
قَوْله: «ولا هُم أهل لها»؛ يَعْنِي: أَصْحَاب الحَاجَات لَيْسُوا أَهْلاً للشفاعة؛ لأَِنَّهُم كُفَّار أو مشركون فليسوا أَهْلاً للشفاعة، فإِنَّ اللهَ لا يرضى عَنْهُم، والشافع لم يأذن الله لَهُ بِذَلِكَ، فَكَيْفَ يتعلقون بهم؟
([1]) أخرجه: مسلم رقم (193).
الصفحة 10 / 231
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد