وَقَالَ إِبْلِيس: ﴿إِنِّي
بَرِيٓءٞ مِّنكَ إِنِّيٓ أَخَافُ ٱللَّهَ رَبَّ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ [الحَشْر: 16]،
وَقَالَ: ﴿رَبِّ بِمَآ أَغۡوَيۡتَنِي﴾ [الحجر: 39]،
وَقَالَ: ﴿رَبِّ فَأَنظِرۡنِيٓ﴾ [الحجر: 36].
وكل مُشْرِك
مقِرٌّ بِأَنَّ اللهَ خالقه وخالق السَّمَوَات وَالأَرْض وربهن ورب ما فيهن
ورازقهم؛ ولذا تَحْتَجُّ عَلَيْهِمْ الرُّسُلُ بقولهم: ﴿أَفَمَن
يَخۡلُقُ كَمَن لَّا يَخۡلُقُۚ﴾ [النَّحْل: 17]، وبقولهم: ﴿إِنَّ
ٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَن يَخۡلُقُواْ ذُبَابٗا وَلَوِ ٱجۡتَمَعُواْ
لَهُۥۖ﴾ [الحَجّ: 73]، والمشركون مُقِرُّون بِذَلِكَ لا
ينكرونه.
****
قَوْله:
«وَقَالَ إِبْلِيس: ﴿إِنِّيٓ أَخَافُ ٱللَّهَ
رَبَّ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ [الحشر:
16] »
قاله عِنْدَمَا قاد الإِنْسَان إِلَى الكفر فَكَفَرَ فَقَالَ لَهُ: ﴿إِنِّي بَرِيٓءٞ مِّنكَ إِنِّيٓ
أَخَافُ ٱللَّهَ رَبَّ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ [الحَشْر:
16]؛ يَعْنِي: قادَهُ إِلَى الكفر ثُمَّ تَبَرَّأَ مِنْهُ فِي النهاية، وَقَالَ
لمشركي بدر: ﴿إِنِّيٓ
أَرَىٰ مَا لَا تَرَوۡنَ إِنِّيٓ أَخَافُ ٱللَّهَۚ وَٱللَّهُ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ﴾ [الأَنْفَال: 48].
قَوْله:
«وَقَالَ: ﴿رَبِّ
بِمَآ أَغۡوَيۡتَنِي﴾
[الحجر: 39] » فَأَقَرَّ
بربوبية الله وبِقَدْرِ الله وأنه أغواه بقضائه وقَدَرِهِ لِتَكَبُّرِهِ؛
عُقُوبَةً لَهُ، ولِتَكَبُّرِه عَلَى أَمْرِ الله احْتَجَّ بالقَدَرِ عَلَى
طَرِيقَة الجبرية.
قَوْله: «وَقَالَ: ﴿رَبِّ فَأَنظِرۡنِيٓ﴾ [الحجر: 36] » قَالَ لَهُ: ﴿رَبِّ﴾ وطَلَبَ مِنْهُ أن يُنظِرَه ويُؤخِّر مَوْته لأجل أن يَتَشَفَّى من بني آدَم.
الصفحة 5 / 231
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد