قَوْله:
«وَلَمْ يُنكِروا اللهَ تَعَالَى»؛
المُشْرِكُونَ لم يُنكِروا الله بل يَعبُدونه أَيْضًا ويَتَقَرَّبُونَ إِلَيْهِ
بأنواعٍ من العِبَادَة، وَلَكِنَّهُم يَعبُدون مَعَهُ غَيْرَه، ويُشرِكون به
سبحانه وتعالى.
قَوْله:
«ولا قَالُوا: إنه لا يُعبَد»؛ أي: لم
يقولوا: إِنَّ اللهَ لا يُعبد، وَلَكِنَّهُم قَالُوا: إنه لا يُفرَد
بِالعِبَادَةِ، هَذَا ما عَلَيْهِ المُشْرِكُونَ؛ فالذي يصلي ويصوم ويحج ويعتمر
ويعمل الطَّاعَات وَلَكِنَّهُ يُشرِك بالله فَهَذَا عَمَلُه هَبَاء منثورًا، وحابط
لا قيمة لَهُ، وإن كَانَ يَعْبُد اللهَ، وَلَكِنَّهُ لم يُفرِد اللهَ
بِالعِبَادَةِ، فعَمَلُه حابطٌ وَبَاطِلٌ، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَلَوۡ
أَشۡرَكُواْ لَحَبِطَ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ﴾
[الأَنْعَام: 88].
قَوْله:
«وأَنكَروا كَوْنَه يُفرَدُ بِالعِبَادَةِ»؛
﴿أَجِئۡتَنَا لِنَعۡبُدَ ٱللَّهَ
وَحۡدَهُۥ﴾ [الأَعْرَاف: 70]، هَذَا
الَّذِي أَنكَرُوه، وَلَمْ يُنكِروا أنه يُعبَد، فهم يَعبدونه بأنواع من
العِبَادَات، ويُقِرِّون لَهُ بتوحيد الرُّبُوبِيَّة.
قَوْله:
«فعَبَدُوا مَعَ الله غَيْرَه، وأَشرَكوا
مَعَهُ سواه، واتَّخَذُوا لَهُ أندادًا»، هَذَا هُوَ الَّذِي نَهَت عَنْهُ
الرُّسُلُ وأَنكَرَته: الإِشْرَاك مَعَ الله فِي العِبَادَة، ودَعْوَة غَيْرِه
مَعَهُ.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد