كما قَالَ تَعَالَى: ﴿فَلَا
تَجۡعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادٗا وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ﴾ [البَقَرَة: 22]؛
أي: وأنتم تعلمون أنه لا نِدَّ لَهُ، وَكَانُوا يَقُولُونَ فِي تلبيتهم لِلْحجِّ:
«لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ، إلاَّ شَرِيكًا هُوَ لَكَ، تَمْلِكُهُ وَمَا
مَلَكَ»، وَكَانَ يَسمَعهم
****
وَقَوْله
تَعَالَى: ﴿فَلَا
تَجۡعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادٗا﴾
[البقرة: 22] أي: شركاء، ﴿وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ﴾
[البقرة: 22] هَذَا ختام الآيَة وتمامها: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱعۡبُدُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي
خَلَقَكُمۡ وَٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ ٢١ٱلَّذِي جَعَلَ
لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ فِرَٰشٗا وَٱلسَّمَآءَ بِنَآءٗ وَأَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ
فَأَخۡرَجَ بِهِۦ مِنَ ٱلثَّمَرَٰتِ رِزۡقٗا لَّكُمۡۖ فَلَا تَجۡعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادٗا
وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ ٢٢﴾
[البَقَرَة: 21، 22]؛ أي: وأنتم تعلمون أنه لا شريك لَهُ فِي هَذِهِ الأُمُور،
فَهُوَ المنفرد بها سبحانه وتعالى.
قَوْله:
«أي: وأنتم تعلمون أنه لا ند لَهُ»؛ أي:
أنتم تعلمون لأنه لا نِدَّ لَهُ، ولا شريك لَهُ فِي هَذِهِ الأُمُور، لا معبوداتكم
خَلَقَت السَّمَوَات، ولا خَلَقَت الأَرْضَ، ولا خَلَقَت شَيْئًا مِنْهُمَا، ولا
أَنزَلَت المطرَ... إِلَى آخِرِهِ، فهُم يَعلمون هَذَا، وأن هَذَا لا يَقدِر
عَلَيْهِ إلاَّ الله سبحانه وتعالى.
قَوْله: «وَكَانُوا
يَقُولُونَ فِي تلبيتهم لِلْحجِّ» كَانَ المُشْرِكُونَ الَّذِينَ بُعِثَ
إِلَيْهِمْ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَحُجُّون، وَهَذَا مِن بقايا دِين
إِبْرَاهِيم، كَانُوا يَحُجون ويَعتَمِرون ويُلَبُّون أَيْضًا، فيقولون: لَبَّيْكَ
لاَ شَرِيكَ لَكَ، إلاَّ شَرِيكًا هُوَ لَكَ، تَمْلِكُهُ وَمَا مَلَكَ،، لو
وَقَفُوا عَلَى قَوْلهم: «لاَ شَرِيكَ
لَكَ» لَصَدَقُوا، وَلَكِنَّهُم يَقُولُونَ: «إِلاَّ شَرِيكًا هُوَ لَكَ، تَمْلِكُهُ وَمَا مَلَكَ» وَهَذَا
الَّذِي أَبْطَلَ التَّلْبِيَةَ؛ وَلِهَذَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
يَقُول: «لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ»
مُطْلَقًا، وَلَمْ يَقُل: «إِلاَّ
شَرِيكًا هُوَ لَكَ»، وقولهم:
الصفحة 3 / 231