×
سبيل الرشاد في شرح تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد

عَلَى رَعِيَّته، وَجَاءَه الشَّيْطَانُ وَقَالَ: اذْهَبْ إِلَى جدة فستجد فِيهَا أصنامًا مُعَدَّةً، خُذْهَا ولا تَهَبْ، وَادْعُ إِلَيْهَا سَائِرَ العَرَبِ، وأَرشَدَهُ إِلَى أماكنها فحَفَرَهَا، ووَزَّعَها عَلَى قبائل العَرَب فِي الجَزِيرَة العَرَبِيَّة، فَكَانَ عَمْرو بْن لُحَي أَوَّلَ مَن غَيَّرَ دِينَ إِبْرَاهِيم فِي الحِجَاز؛ لأن أهل الحِجَاز كَانُوا عَلَى دِين إِبْرَاهِيم عليه السلام فَهُوَ أَوَّل مَن غَيَّرَ دِينَ إِبْرَاهِيم وسَيَّبَ السَّوَائِبَ - وَالعِيَاذُ بالله - وَدَعَا إِلَى عبَادَةِ الأَصْنَام.

فَهَذَا هُوَ الشِّرْك، وَهَذَا هُوَ الشَّيْطَان، وهذه أسباب الشِّرْك فَيَجِب أن نعرفها، ويجب عَلَى الدعاة إِلَى الله أن يدعوا إِلَى الله دعوةً صَحِيحَة، يَجِب عَلَيْهِمْ أن يتنبهوا لِهَذَا وأن يُدَرِّسُوا هَذِهِ الأُمُور، ويدَرِّسوا العَقِيدَة لأبنائهم دراسةً صَحِيحَة من أجل أن يُبصِّروا النَّاس ويدعوهم إِلَى التَّوْحِيد، وينهوهم عَن الشِّرْك. هَذِهِ هِيَ الدَّعْوَة الصَّحِيحَة.

قَوْله: «وَهِيَ فِي الأَصْل صُوَرُ رِجَال صالحين»، وَهِيَ فِي الأَصْل صُوَرٌ لهؤلاء الرِّجَال الصَّالِحِينَ استَخْرَجَها عَمْرو بْن لُحَي، بإيحاءٍ من الشَّيْطَان الَّذِي يَحُثُّ عَلَى التنقيب عَن الآثَار.

قَوْله: «كَانُوا يحبونهم ويعتقدون فِيهِم، فَلَمَّا هَلَكُوا صَوَّرُوا صُوَرَهم تَسَلِّيًا بها، فَلَمَّا طال عَلَيْهِم الأَمَد عبدوهم»، هَذَا يدل عَلَى خطورة التصوير وخطورة التَّمَاثِيل، وَلِهَذَا لَعَنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم المُصَوِّرِينَ ([1])، وَأَخْبَرَ «إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَابًا عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ القِيَامَةِ المُصَوِّرُونَ» ([2])،


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (5347).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (5950)، ومسلم رقم (2109).